الخيط الرفيع بين الحياة والموت، كتب فصوله رحيل عبيد هزاع العوفي وأبنائه الأربعة غرقى في وادي البقار عقب الأمطار الغزيرة التي شهدتها تبوك في اليومين الماضيين. وخيم حزن عميق أمس (الثلاثاء) على تبوك بعد تشييع جثمان الأب وأبنائه، واكتسى حي المروج، الذي زارته «عكاظ» لمواساة أقارب الضحايا ومعارفهم، بالحزن، فيما اعتذر النجل الأكبر للعوفي عن الحديث بسبب حزنه الكبير على والده وشقيقه وشقيقاته. ويروي شهود عيان تفاصيل الموقف البطولي للشاب ماجد التيماوي الذي نجح في إنقاذ ثلاثة آخرين من عائلة العوفي (الأم واثنين من أبنائها)، بعدما علقت المركبة المقلة لهم وسط الأمطار والسيول الغزيرة في وادي البقار، فيما أنقذ الدفاع المدني أحد أبناء المتوفى. ويقول التيماوي ل«عكاظ»: «رأيت سيارة العوفي تختفي وسط المياه رويداً رويداً بالقرب من العبارة، واستطعت تحرير الأم وفتاة وشقيقها بعدما جرفهما السيل إلى مكان بعيد». ويضيف: «كنت مع عائلتي في نزهة على طريق البديعة ومع اشتداد موجة الأمطار قررت العودة، واحتجزت السيول سيارتنا عند الوادي، وقبيل الغروب بقليل شاهدت سيارات تعبر الوادي فشعرت أنه بإمكاني العبور، ولاحظت أن السيارة المقلة لعائلة العوفي تسير خلفي، وعند عبوري للطرف الآخر من الوادي شاهدت السيارة المنكوبة وهي تنجرف بسبب قوة السيول». وتابع التيماوي: «قررت على الفور تأمين عائلتي داخل السيارة والنزول بقدمي إلى الوادي، ورأيت السيل يجرف فتاة وشقيقها قرب عبارة، وتمكنت من سحبهما، فيما بادر مواطن برفقته آخر يستقلان سيارة (جيب شاص) بالاقتراب مني، وقمت بتأمينهما داخل السيارة والعودة مجدداً إلى موقع المركبة المنكوبة وسط السيل المندفع، وحين اقتربت لاحظت وجود رجل وامرأة محتجزين في المقعد الأمامي وسحبتهما، توفي الزوج فيما نجت الزوجة، لم أكن أعلم حينها عدد أفراد الأسرة واتضح لاحقاً أنهم تسعة». وكان جمع من المصلين أدوا صلاة الجنازة في جامع البازعي على الراحل عبيد العوفي وأبنائه مزيد وخلود ونوف ومزون، كما تم تشييع جثمان فواز مشحن العنزي الذي توفي غرقاً في سيول وادي المعظم.