تسببت الأمطار الغزيرة والمتوسطة التي هطلت على المناطق الجنوبية والغربية بالمملكة في أضرار بشرية ومادية تمثلت في غرق سبعة أشخاص بينهم طفل في الثامنة، واحتجاز وإنقاذ آخرين، فضلاً عن احتجاز سيارات وتلفيات في الممتلكات العامة والخاصة. ففي جازان، شارك طيران الأمن العام أمس، في الجولة الميدانية التي قام بها مدير الدفاع المدني بجازان اللواء حسن بن علي القفيلي ومدير إدارة الحماية المدنية في المنطقة العقيد مهندس عبدالرحمن البكري على المحافظات التي شهدت هطول أمطار غزيرة أمس الأول. سيارة الشقيقين جرفها سيل وادي مرة في محايل وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني في جازان بالإنابة النقيب مصلح الغامدي، أن السيول احتجزت ستة أشخاص، سعوديين وأربعة يمنيين صعدوا سطح غرفة حمتهم من السيول إلى أن تمكنت فرق الدفاع المدني في صبيا من إنقاذهم وإخراجهم من الموقع، مشيراً إلى إصابة أحدهم بلدغة ثعبان ونقله للمستشفى. وأوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمكة المكرمة العقيد سعيد سرحان، أن الإدارة تلقت بلاغات عن ثماني حالات احتجاز، وبلاغين بفقدان شخصين خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين نتيجة الأمطار. ولفت إلى تمكُّن فرق الإنقاذ في القنفذة أمس السبت من العثور على شاب سعودي متوفى على بعد 7 كم من موقع السيارة التي كان يستقلها بعد أن جرفتها السيول في الساعات الأولى صباح الخميس الماضي في وادي نخال بالعرضية الجنوبية. رجال الدفاع المدني ينقلون إحدى الجثتين (الشرق) وفي توقيت آخر من صباح السبت، تمكنت إحدى الفرق الأرضية التابعة للدفاع المدني من العثور على المفقود الثاني من الجنسية اليمنية متوفى داخل سيارته بعد أن جرفته السيول في وادي قنونا «سبت الجارة» شرق محافظة القنفذة. وفي سياق متصل، قال نائب الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني بالباحة المقدم عبدالله الظبية إن جريان وادي غامد الزناد ووادي ضيان ووادي العياشفي في المخواة، تسبب في قطع الطرق،لافتاً إلى أن فرق الإنقاذ في قلوة باشرت بلاغاً عن غرق طفل «ثماني سنوات» ونجاة آخر بعد نزولهما إلى مستنقع بغرض السباحة. سيارة أحد المتوفين بعد أن جرفتها السيول وبيَّن أنه تم إيواء عشرة أشخاص بعد مباشرة عدد من البلاغات عن مداهمة مياه الأمطار عدداً من المنازل في مركز الشعراء، فضلاً عن مباشرة الانهيارات لبعض الطرق. من جهة أخرى، تسببت أمطار الجمعة في عزل أهالي قرية النجيل ولقط ووادي الحزر التابعة لمركز الشعراء وإجبارهم على الإفطار خلف الوادي بسبب جريان وادي «النجيل». كما خلَّفت الأمطار الغزيرة التي هطلت على حي وقادا في محافظة العقيق الجمعة لنحو 30 دقيقة، أضراراً في الممتلكات العامة وممتلكات المواطنين، ونفوق بعض المواشي. وتسببت الأمطار التي هطلت يوم أمس الأول على محافظتي محايل عسير، ورجال ألمع، في مصرع ثلاثة أشخاص جرفتهم السيول بعد محاولتهم عبور الأودية، ففي الحادثة الأولى جرف سيل وادي مرة الذي يقطع قرية «فرشاط» في مركز الريش التابع لمحافظة محايل أمس سيارة يستقلها شقيقان عُثر على أحدهما متوفىً داخل المركبة، فيما لا يزال البحث جارياً عن الآخر، أما الحادثة الثانية فقد جرفت سيول رجال ألمع شخصاً تم العثور عليه لاحقاً على بعد 6 كيلومترات من السيارة. وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الدفاع المدني في منطقة عسير بالنيابة، المقدم معيض الشهري، إن السيارة الأولى جرفها السيل مسافة 200 متر تقريباً عن نقطة العبور، مشيراً إلى العثور على السائق متوفىً غرقاً داخل السيارة، حيث جرى انتشاله، ومازال رجال الإنقاذ يقومون بعمليات البحث الحثيثة عن مرافقه الذي خرج من السيارة بسبب قوة السيل. الغواصون ينتشرون في محيط السد والوادي ولفت الشهري إلى أن الوادي سال مرة أخرى بعد مباشرة رجال الدفاع المدني للحادث، وأثناء وجودهم داخله للبحث، ما أعاق جهودهم، وقد استأنفوا البحث بعد أن خفت حدة جريان السيل الثاني. وأضاف الشهري إن سيل برقاوي في محافظة رجال ألمع جرف سيارة، ما أدى إلى خروج قائدها منها وجرفه داخل السيل، مبيناً أن رجال الدفاع المدني عثروا على جثته على بعد 6 كلم من السيارة داخل الوادي فقاموا بانتشالها، وبالكشف عليه تبين أنه مواطن سعودي في عقده السادس وقد توفي غرقاً وتم نقله إلى ثلاجة الموتى في مستشفى رجال ألمع. أكد نائب الناطق الإعلامي في إدارة الدفاع المدني بمنطقة عسير المقدم معيض الشهري استمرار عمليات البحث عن المواطن الذي فقد مساء أمس في أحد أكبر أودية محافظة محائل. وأشار إلى أن الفرق مسحت كيلومترين قبل السد و 3 كيلومترات بعد السد، وقال إن القوة المشاركة تتكون من ضابطين وعشرين فرداً من البحث الأرضي و 14 غواصاً، إضافة إلى معدات مساندة للبحث في السد، وهي شيولان وكاميرتان حراريتان. وكان اثنان من مواطني تهامة بللحمر قد جرفهما السيل بسيارتهما مساء أمس إثر الأمطار التي ضربت المنطقة، وهما أخوان، وعثر على أحدهما متوفى بينما ما زال الآخر مفقوداً. طفل يلهو وسط السيل (تصوير: أحمد السبعي)