بعد 26 عاما.. ترجل طبيب الفقراء، «كما يصفه زملاؤه»، لتفاعله الدائم مع المرضى المعوزين، وحرصه على التعايش معهم، وخدمتهم، وتذليل العقبات أمامهم، وتسخير روح النظام، لا نصه، لحل مشاكلهم وقضاء حوائجهم. الدكتور فيصل شاهين «السفير المنتقل» بهموم 20 ألف مريض بالفشل الكلوي من بينهم 15 % أطفال لم ينعموا بمتع الحياة، أثمرت هذه الأعوام ال26 من عمره في تحسين بيئة مرضى الفشل الكلوي، وارتفعت خلال عمله نسبة نجاح زراعة الأعضاء لتصل إلى 90 %. شاهين كان يسبح عكس التيار، فهو أول من طالب بقرار التبرع بأعضاء المتوفين دماغياً لحل مشكلة طوابير غسيل الفشل الكلوي، وهو أول من طالب بالاستفادة من أعضاء المحكومين بالقصاص، ومؤسس أحد مراكز زراعة الكلى الرائدة في المملكة ب75 عملية زراعة سنوياً، ومهندس الوحدة الشاملة لغسيل الكلى الصفاقي المتواصل في العيادات الخارجية، التي أصبحت مركزاً مرجعياً لهذا العلاج في المنطقة وتوفير التدريب للمرضى والموظفين. شاهين تربى مع البسطاء وعمل على ضيافة الحجيج وحصل على رخصة مطوف بعد العمل مع والده وأعمامه في فترة الحج، وساهم بشكل كبير في تطوير المراكز والكوادر المتخصصة في غسيل الكلى، حتى استغنى المرضى من الزراعة خارج المملكة. يغادر الطبيب الشهير اليوم متقاعداً من المركز السعودي لزراعة الأعضاء، وتوجه إلى العمل في القطاع الخاص رئيسا لقسم الكلى والزراعة في أحد المستشفيات الخاصة بجدة، إلى جانب مناصبه العالمية رئيسا منتخبا للجمعية العالمية لاستئصال الأعضاء وزراعتها، ونائبا لرئيس لجنة زراعة الأنسجة والأعضاء في منظمة الصحة العالمية، فيما يسلم مهمات إدارة المركز لاستشاري الباطنة وأمراض وزراعة الكلى الدكتور محمد عبدالرحمن الغنيم، حيث أكدت المصادر الطبية أن هناك 20 ألف مريض غسيل كلوي في المملكة منهم 8 آلاف مريض في انتظار زراعة الكلى. شاهين لدى مغادرته «الصحة»: السعودية رائدة في زراعة الأعضاء أكد استشاري زراعة الأعضاء الدكتور فيصل عبدالرحيم شاهين أن المملكة لها مكانتها العالمية في مجال التبرع بالأعضاء، ولديها برنامج متكامل في ذلك. وأوضح عقب مغادرته عمله مديرا عاما للمركز السعودي لزراعة الأعضاء (1992 2018) والتحاقه بأحد المستشفيات الخاصة بجدة رئيسا لقسم الكلى والزراعة أن المملكة واحدة من الدول الرائدة في الشرق الأوسط وآسيا والدول الإسلامية ذات الخبرة في مجال التبرع بالأعضاء وزراعتها؛ سواء في مجال التبرع بالأعضاء من الأحياء أو المتوفين دماغيا، وفي مجال تعددية الأعضاء المزروعة بدءا من الكبد والكليتين والرئتين والقرنيات والبنكرياس والأمعاء، إضافة لأنسجة الجسم مثل العظام والصمامات القلبية. شاهين الطبيب السعودي الذي تولى مناصب عالمية عدة (رئيس منتخب للجمعية العالمية لاستئصال الأعضاء وزراعتها، ونائب لرئيس لجنة زراعة الأنسجة والأعضاء في منظمة الصحة العالمية) ثمن جهود منسوبي المركز السعودي لزراعة الأعضاء على جهودهم الكبيرة في تلك النقلة التي شهدها المركز. وتولى إدارة المركز خلفا للدكتور شاهين استشاري الباطنة وأمراض وزراعة الكلى الدكتور محمد عبدالرحمن الغنيم.