لم أكن متفائلا بنجاح مشاورات ستوكهولم بين الفرقاء اليمنيين لما أعلمه عن الجانب الحوثي من المكر وعدم الوفاء بالعهد، على الرغم من أن تلك المشاورات كانت بمثابة الفرصة الذهبية للحوثيين ويجب عليهم استغلالها وتنفيذ جميع ما ورد فيها من تفاهمات لحفظ ماء وجوههم والحالة الانهزامية التي وصلوا إليها وضمان تواجد مستقبلي لهم في السلطة السياسية المقبلة، إلا أن قادتهم السياسيين للأسف لا يملكون الرؤية التي توصلهم إلى ذلك فهم بحق سلطة كهنوتية لا تؤمن إلا بالقتل والنهب، وأن السلم والأمن ليس من أجندتهم وأن حضورهم إلى مملكة السويد كان لهدف حصولهم على اعتراف دولي بهم كسلطة في اليمن، متناسين أنهم في نظر العالم ومجلس الأمن والأممالمتحدة متمردون منقلبون على الحكومة الشرعية. وخلال المشاورات التي جرت في السويد واستعدادهم التعاون مع الأممالمتحدة لإحلال الأمن والسلم في اليمن استبشر الشعب اليمني الذي يرزح تحت وطأتهم إلا أنه ما لبث أن أصيب بخيبة الأمل بعد مباشرة المندوب الأممي الجنرال باتريك كامرت مهامه في الحديدة حيث بادروا في التنصل مما تم الاتفاق عليه وأخذوا يفسرون بنود الاتفاقيات وفق أهوائهم مما أعاق مهمة المندوب الأممي، وعندما طلب منهم تسليم ميناء الحديدة قاموا بتسليمه للواء عبدالرزاق المؤيد المعين من قبلهم قبل عدة أشهر قائداً لقوات خفر السواحل بالحديدة، في مسعى منهم لإبقاء الميناء تحت أيديهم لاستقبال الأسلحة المهربة لهم عن طريقه.. مما أوجد الشكوك لدى الأممالمتحدة ومندوبها بعدم جدية المتمردين، حيث أعرب الجنرال باتريك كامرت عن خيبة أمله إزاء إضاعة فرص بناء الثقة بين الطرفين.. وزاد من دهشة المندوب الأممي ما شاهده عن قرب من تلك الجماعة بعد قيامها بسرقة مخازن المساعدات الإنسانية المقدمة لليمنيين من منظمة الإغاثة الدولية وبيعها. ونتيجة لما يقومون به من أساليب ملتوية فإنه يتوجب على الأممالمتحدة الضغط عليهم للامتثال للقرارات الدولية وربط حضورهم للجولات القادمة من المشاورات بذلك، وإلا فإن تأديبهم من الجيش والمقاومة الشرعية اليمنية وبدعم التحالف قد حان وقته بعدما انكشف للعالم أجمع خداعهم وخبث نواياهم المعلومة سلفا، وتحرير الشعب اليمني المكلوم الذي طال انتظاره للقضاء عليهم.. فما للأفعى إلا قطع رأسها. * كاتب سعودي