فيما يكتنف الغموض مصير اتفاق «بريكست»، تعهدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بمحاربة التصويت المرتقب لسحب الثقة منها من قبل حزب المحافظين الذي ترأسه. وحذرت في كلمة لها أمس (الأربعاء) من أن أي تغيير الآن يهدد بإخراج عملية بريكست عن مسارها. وتمسكت باتفاق الانفصال الذي وقعته مع القادة الأوروبيين. وحذرت من خطر الانقسام في حال عدم التصويت على بريكست، وقالت إن أي تغيير في القيادة يعني تأجيل أو إلغاء اتفاق بريكست، فيما الشعب يريد منا أن نمضي قدما فيه. وأضافت أن أي زعيم جديد سيضطر لتمديد موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي لما بعد 29 مارس القادم، لافتة إلى أنه «لن يكون هناك زعيم جديد قبل الموعد القانوني في 21 يناير، لذا فأي انتخابات على الزعامة تجازف بتسليم مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى أيدي نواب المعارضة في البرلمان». وتابعت «لن يكون أمام أي زعيم جديد الوقت لإعادة التفاوض بشأن اتفاق الانسحاب وإقرار التشريع في البرلمان بحلول 29 مارس، لذا فإن أول الإجراءات التي سيتخذها هو تمديد أو إلغاء المادة 50 أي تأجيل أو حتى وقف الخروج من الاتحاد، بينما يطالبنا الناس بالمضي قدما فيه». وفي رده على تصريحات ماي، قال حزب العمال البريطاني إن ضعف رئيسة الوزراء يهدد أداء الحكومة في هذا الوقت الحرج. وكانت ماي ترد على ما أعلنه نواب من حزب المحافظين بشأن التوصل إلى إجراء تصويت على سحب الثقة منها، في ظل انفراط عقد خروج البلاد المقرر من الاتحاد الأوروبي. وأعلن جراهام برادي، رئيس ما يعرف باسم لجنة 1922 في الحزب، تجاوز الحد اللازم لإجراء الاقتراع. وأضاف أن اقتراعا جرى أمس في مجلس العموم، وستعلن النتائج في أقرب وقت ممكن. وكانت ماي أجلت مساء (الإثنين) تصويت البرلمان على الاتفاق الموقع مع القادة الأوروبيين بشأن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، خشية الهزيمة أمام البرلمان.