التأثر بفقد الأخ الحبيب عميد العائلة الأستاذ عبدالله عمر خياط كبير، بل وكبير جدا، ولكنه أمر الله، وحسبنا أننا جميعا إلى ما سار إليه سائرون، وأخي عبدالله كانت حياته كلها جهاداً عملياً وكفاحاً صحفياً وإحساناً مجتمعياً، والخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله. أيضاً كان لما سطرته وأباحت به -وهو بعض ما عندها- زوجته المخلصة الوفية السيدة عائشة إسماعيل قربان، وابنته العزيزة الغالية السيدة سحر تأثير كبير وتعبير صادق لبعض ما عندهما ووفاء لجزء من حقه عليهما. وأما الأبناء زهير وجمال وطارق وعمر فلا حدود لتأثرهم، وهم بفضل الله رجال وهم جزء من والدهم تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته. وأتطرق لمقاله الأخير المنشور في 16/2/1440ه بعنوان «قلمي والكهرباء» التي كرر الكتابة عنها والتي مر على وصولها مكةالمكرمة أكثر من مائة عام، وكانت بدايتها لآل الجفالي امتيازا في الطائف وفي جدة بأسعار عالية، وإعلان جلالة الملك الشهيد -إن شاء الله- فيصل في خطاب بالمدينة المنورة إن لم تنتشر الشركة في كل المدن والأرياف ولم تخفض الأسعار وتهتم بالصيانة فإن الدولة ستحولها إلى مؤسسات.. وجاء رفيق الأستاذ عبدالله في الصحافة والتغريد بمقاله ب«عكاظ» الأديب الأستاذ محمد أحمد الحساني الذي كان يتابع ما يسطره الأستاذ عبدالله ستة عقود لم يثنه مواصلة الكتابة عن الكهرباء مرض وأية مشاغل أخرى لأهمية الحاجة إلى الكهرباء، ولأننا الآن وبالذات نتحدث عن الماء والكهرباء وقرار ارتفاع أسعار استهلاكهما فإن أهمية الماء وهو إكسير الحياة ولا حياة دونه مؤيداً بقوله عز وجل «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، وأن مخزون الماء بفضل الله موجود في أراضي نعمان بمكةالمكرمة وإذا احتيج إليه فالارتوازيات تطلعه وهو من مياه الأمطار، ثم إن الأستاذ محمد حسين بسيوني والمجموعة استأذنوا من الجهة المختصة لزيارة الربع الخالي ووافقوا على طلبهم وزودتهم بالحماية وأعطتهم أربعة رجال من الأمن فوصلوا، واكتشف المهندسون أن هناك بحوراً كبيرة من الماء العذب الصالح للشرب بعد تنقيته، وهي مياه أمطار تحتها كنوز كبيرة أيضاً من المياه المالحة وهذه قدرة الله عز وجل، وبعد عودتهم من رحلتهم سجلوا ذلك في الجهة المختصة، وفي محاضرة بصالون الشيخ الفقيه الثلاثاء من كل أسبوع كان ضيف تلك الثلوثية الأستاذ الدكتور محمد حسين بسيوني وسمعنا منه تفاصيل الرحلة، واقترح المحاضر أن يحول اسم المنطقة إلى الربع الغالي بدلاً من مسماه الربع الحالي (الخالي).. ثم إن جلالة المؤسس والباني لهذا الكيان بعد دخوله مكة المشرفة سأل (من أين يشرب أهل مكة؟) فأعلم بأن السيدة زبيدة زوجة هارون الرشيد هي التي أوصلت المياه من نعمان إلى مكة على نفقتها، فأمر (يرحمه الله) أن يشرب أهل مكة مجاناً إن شاء الله، وبتزويد البازان التي في الحارات بالماء دورياً ليأخذه السقاؤون بالقِرَب والأواني الكبيرة مجاناً على حساب الحكومة.. وقال د. معراج مرزا في محاضرة له بندوة الأستاذ علي أبو العلا (يرحمه الله): «أبشركم يا أهل مكة بأنكم لن تعطشوا أبداً ومن ثم عندكم زمزم المبارك واهتمام جلالة المؤسس يرحمه الله»، فلماذا هذه الأمور لزيادة أسعار الكهرباء والماء؟