حذر الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان السيد محمد علي الحسيني، من أن الزيارة التي أجراها الرئيس العراقي برهم صالح لإيران ستتم قراءتها وتفسيرها من جانب الأوساط السياسية والإعلامية من زوايا تضع هذه الزيارة في کفة لا يمکن أن يتم ترجيحها لصالح العراق وشعبه. وأضاف الحسيني «العراق وقبل کل شيء بلد عربي ويعيش في وسط عربي وأنه شاء أم أبى محسوب على الوطن العربي، وأن زيارة الرئيس العراقيلإيران في هذا التوقيت الحساس، لن تكون إيجابية لأسباب وعوامل متباينة». واعتبر الأمين العام لمجلس الإسلامي العربي في لبنان أن أولوية زيارة إيران من قبل الرئيس العراقي على حساب بقية البلدان الأخرى، أو حاضنة العراق الأساسية، أمر فيه ظلم کبير للبلدان العربية عامة وللمملکة العربية السعودية خاصة التي کانت دائما أکثر الدول اهتماما ومراعاة وتتبعا لأوضاع وأحوال الشعب العراقي والعمل من أجل مد يد العون والمساعدة الأخوية له. وأكد الحسيني أن تخطي السعودية ومنح الأولوية لإيران يحمل العديد من الدلالات غير المحببة والمناسبة، خصوصا في ظل الاحترام والتقدير والمكانة التي تحظى بها المملكة في قلوب أبناء الشعب العراقي. ووجه الحسيني تساؤله للرئيس صالح: کيف سيفسر الإعلام العالمي زيارتکم لإيران ومنحها الأفضلية على السعودية بشكل خاص؟ مستشهداً بأول زيارة للرئيس اللبناني ميشال عون بعد توليه مهمات منصبه إلى السعودية ومدى الاهتمام الذي لاقته هذه الزيارة في وسائل الإعلام العالمية وتسليط الأضواء عليها. وقال الحسيني: «لسنا نحن من يقول شيئا سلبيا بخصوص الدور الإيراني في العراق منذ عام 2003، وإنما الشعب العراقي نفسه ومن كل القوميات والطوائف والمذاهب يقول وي5کد ذلك، وإن الأوساط السياسية العراقية بما فيها الکردية التي ينتمي برهم صالح إليها، تشهد على الدور التخريبي السلبي لطهران في العراق ولاسيما من حيث تدخلاته في مختلف الأمور وکونه صاحب المصلحة الأکبر في انعدام الأمن والاستقرار والفساد وتأجيج الطائفية وهو الذي أسس للاختلافات بين مکونات الشعب العراقي وساهم في تعميقها أکثر بعد تأسيسه مليشيا مسلحة تابعة له ومرتبطة بصورة أو أخرى بالحرس الثوري الإيراني، في حين ليس هناك أي شبهة حول الدور الإيجابي البناء للمملكة العربية السعودية سوى بعض الدعايات والإشاعات المغرضة التي تقوم ببثها أوساط وجماعات مرتبطة بإيران أو تابعة لها». وتابع الحسيني: «السعودية کما يعلم الرئيس صالح ومعه الشعب العراقي، عملت کل ما بوسعها من أجل رأب الصدع بين الکتل السياسية من جهة والمحافظة على وحدة التراب العراقي ووحدة صفوف شعبه، فالسعودية سعت وتسعى إلى تهدئة الأوضاع والأمور وتغليب لغة العقل والمنطق على باقي اللغات ويتم العمل من أجل جعل مصلحة العراق وشعبه فوق کل اعتبار». واختتم الحسيني بقوله: «نحن هنا من باب الإنصاف والتذكير ولسنا هنا في صدد الدفاع ووضع أنفسنا محامي دفاع للترافع عنها، ذلك أن مواقفها وأعمالها وما قدمته وتقدمه لبلدان وشعوب المنطقة عامة وللعراق خاصة، تتولى ذلك عنا، خصوصا أن التاريخ والأحداث والتطورات التي مرت وتمر بها المنطقة تشهد لها بذلك بكل فخر واعتزاز، وأن إيلاء ومنح السعودية اهتماما ومکانة يليقان ويتناسبان مع ما تقوم به إزاء دول وشعوب المنطقة هو جزء من دَيْن في أعناق البلدان العربية تجاهها».