انتقد الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان محمد علي الحسيني، التظاهرة المسلحة التي قام بها حزب الله في البقاع، في هذه الأوضاع الحساسة والخطيرة التي تمر بها المنطقة ولبنان، واصفاً إياها بأنها تأكيد على تمسكه بمظاهر القوة والعنف، رغم أنها تشکل جزءاً من المشكلة وليس جانبا من الحل، وأن رسائل استعراض العضلات والقوة وإرعاب الآخرين صارت للأسف جزءاً من نهج وأسلوب أتباع نظام ولاية الفقيه في لبنان وكذلك الحال في العراق.وقال الحسيني في تصريحات ل"الوطن": "إن الاستعراض الذي قام به حزب الله في البقاع ليس هدفه إسرائيل، بل قصد منه إرعاب أبناء الجلدة وشركاء الوطن والدم والدين، لأننا عهدنا من نظام ولاية الفقيه وحزب الله عدم استخدام قواه وإمكانياته إلا ضد شعوب أمتنا العربية وبلدان المنطقة".وأضاف الحسيني: "لا مناص من الإقرار بالتداعيات السلبية لتدخل حزب الله في الأزمة السورية على لبنان عموماً والبيئة الشيعية خصوصاً، وهذا التدخل برأينا فتح باباً لا يرجى منه خير أبداً، لأنه وفي کل الأحوال يساهم في تأليب النفوس وزيادة الأحقاد والتوتر، وأن ما يشاع عن استعداد الحزب للتدخل في العراق سوف يکون هو الآخر قرار سلبي وغير حکيم وسوف تکون له نتائج وتداعيات أکثر سلبية من التدخل في سورية".وحمل الحسيني "حزب الله" مسؤولية استدعاء التطرف والإرهاب و"داعش" إلى لبنان عبر سياسة إثارة النعرات الطائفية والأحقاد المذهبية، وقال: "هذا يقود من دون أدنى شك إلى إثارة التطرف بأبعد حدوده وهو ما نتخوف منه ونتحسب له، ونحن على قناعة بأن فتح مثل هذا الباب سوف يقود إلى فتح أبواب أخرى، ما لم يتم استدراك الوضع والموقف". وعن دور إيران في تأخير انتخاب رئيس للبنان قال الحسيني: "تدخل نظام ولاية الفقيه يشكل أزمة أساسية للعديد من البلدان العربية وليس لبنان لوحده، وقد قلنا وأكدنا أن الحل الأمثل هو الخلاص من هذا التدخل. أما کيف ومتى وبأي أسلوب؟ فذلك ما سيتضح مع قادم الزمان".وشدد على أن "الوضع في العراق خطير جداً والتدخل فيه ليس أمراً سهلاً أو مجرد قرار، وإنما هو أمر مصيري، لأن ما يجري في العراق يمهد لمرحلة جديدة من تاريخ المنطقة، ولا نعتقد أبداً بأن الأوضاع في العراق ستعود إلى طبيعتها کما كانت قبل سقوط الموصل، ونحن نرى أن "حزب الله" لا يرى الموضوع سهلاً، لکن يجب أن نعلم أيضاً بأن موضوع تدخل حزب الله في العراق هو قرار وتكليف إيراني، متى ما تم اتخاذه فليس أمام الحزب غير التنفيذ". وعن المطلوب لحماية لبنان من رياح العراق، أجاب: "النأي بأنفسنا من التدخل في المواجهات الدائرة في العراق ميدانيا؛ لأن أي تدخل من هذا النوع لا ينعكس إيجابيا على الأوضاع في لبنان حالياً ومستقبلاً".