• الهم الأكبر الذي جثم أخيراً على نادي الاتحاد، وأدخل جماهيره الوفية في دوامة مؤرقة من المخاوف والضغوط والحسابات المعقدة، لم يعد يقتصر على الأزمة الصادمة التي اُقترفت بحق الفريق وحولته إلى هذه النسخة المهترئة وتبعاتها! •• ولكن أيضاً على ما لا يقل اقترافاً ومخاطر وهو زيادة طين هذه الأزمة بِلة، من خلال المكابرة على إدارتها، بعيداً عن الأساليب العملية والعلمية الكفيلة بالحد من مخاطرها والتغلب عليها، ففي علم الأزمات وإداراتها ثمة قاعدة هامة تقول: «إن لم يكن لدينا خطط لمواجهة الأزمة، فإن الأزمة سوف تنهي نفسها بالطريقة التي تريدها هي لا بالطريقة التي نريدها نحن»! •• وشتان ما بين تخطيط يتكئ على إجراءات مدروسة وناجعة في التغلب على الأزمة والحد من أضرارها. وأهم من هذا وذاك، الحيلولة دون تفاقمها وبلوغها مرحلة تسمى «مرحلة نضج الأزمة»، وهي من أخطر وأسوأ مراحل الأزمة حيث يترتب عليها من النتائج ما لا تحمد عقباه ويصعب تعويضه ولا ينفع معه الندم! •• شتان ما بين تخطيط يراعى فيه كل ما ذكر، وآخر يعتريه القصور والارتجال أو التجديف بعيداً عن مواجهة الأزمة بما يستوجبه من الحلول العملية والعلمية! •• أما الأسوأ والأكثر سلبية وضرراً، فهو التجديف بعكس أهم المتعارف عليها في إدارة الأزمة وسبل حلها، فعلى سبيل المثال: تركز أهم الحلول في سبيل إدارة الأزمة والتغلب عليها، على عزل العناصر الصانعة للأزمة عن مسار الأزمة، لمنع استمرار الأزمة وأضرارها. وبالتالي سهولة التعامل معها وصولاً إلى حلها والقضاء عليها. •• إدارة نادي الاتحاد بكل أسف، لا تزال حتى الآن غير قادرة على القيام بأي محاولات آنية وعاجلة وفق أقصى ما هو في وسعها ومتاح أمامها من بدائل محلية تحل عوضاً عن العناصر الصانعة للأزمة، بل هي بؤرة الأزمة بعينها، وأعني بهم هذا الرتل المعطوب من «محترفي الغفلة» الذين خسفوا بالفريق وأساءوا لتاريخ النادي وأحبطوا جماهيره، ففي ذمة من حدث هذا، وفي ذمة من يتواصل الخسف بفريق نادي الوطن إلى الهاوية؟! •• على الإدارة إن كان حلمها أن يحقق هذا الفريق «الهش» فوزا، أن تعلم علم اليقين بأنه لا فوز ولا أكثر من فوز بوسعه أن يحول دون اختراق الفريق لقاع ترتيب الدوري إلى هاوية الهبوط ما لم تسارع الإدارة بالحلول! •• وعلى الإدارة ألّا تبالغ فيما يمكن أن تصلحه الفترة الشتوية من أضرار الدمار الشامل الذي أحدثه هذا الفريق الممسوخ، وعلى الإدارة القيام بدورها العاجل في إدارة الأزمة ولن يعيبها الاستعانة بأمهر فرق الاختصاص في هذا العلم فالوقت لا يرحم وعلى إدارة الناردي ألّا تقبل على تاريخ هذا الكيان بشاعة أكثر من بشاعة تذيل فريقه لقاع الترتيب، وللحديث بقية والله من وراء القصد. تأمل: لا خطأ أعظم من أن تعجز عن تصحيحه.