«دعوهم يكشفوا أنفسهم».. بهذه العبارة أرد عادة على دعوات كثير من القراء والمغردين يرون ضرورة فضح وتعرية بعض الكتاب والمثقفين من ذوي الميول الإخوانية والمشروع القطري الذين تُطل رؤوسهم من الجحور عندما تكون بلادهم في مرمى نيران العدو. نعم «دعوهم يكشفوا أنفسهم»؛ لأنهم سيتألمون بشدة ويفقدون السيطرة على مشاعرهم وهم يشاهدون المغردين السعوديين في «تويتر» يحرجون أشهر وسائل الإعلام الدولية التي تهاجم وطنهم ويجبرونها على حذف أخبارها بل والاعتذار أحيانا، كما فعلت «نيويورك تايمز» أخيرا. نعم «دعوهم يكشفوا أنفسهم».. فبعد حادثة كهذه وبعد أن تنتشر التقارير في الصحف الغربية التي تعبر عن مدى صدمة خصوم السعودية من ولاء السعوديين لقيادتهم، سيخرج ذلك الكاتب المتورم بالغباء والخبث ليصرخ واصفاً المغردين الوطنيين الأبطال ب«الذباب الإلكتروني»، وهو المصطلح الذي ابتكرته القناة القطرية المسماة «الجزيرة» تأثراً بسياط المغردين السعوديين. ونعم «دعوهم يكشفوا أنفسهم».. فحزناً على فشل حملة التشويه الإعلامي التي استهدفت المملكة وعجزها عن زعزعة استقرارها أو ضرب لحمتها الوطنية، تخرج كويتبة خواطر فارغة، لتردد أيضا وصف «الذباب الإلكتروني»، بل وتتجاوز ذلك إلى امتداح «مشروع» «النحل» العقيم، وشر البلية ما يضحك. نعم «دعوهم يكشفوا أنفسهم».. فصدمتهم بحديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مبادرة مستقبل الاستثمار الذي وصف فيه الشعب السعودي ب«الجبار والعظيم» ستدفعهم إلى محاولة تشويه صورة هذا الشعب واستفزازه بالتلميح تارة، والتماهي مع خطاب العدو المتربص تارة أخرى. نعم «دعوهم يكشفوا أنفسهم».. فالأزمات فضاحة وخلالها تسقط الأقنعة ويتراقص الخونة على المسرح دون محاذير، لكن سرعان ما تنتهي المسرحية ويغادر الجمهور القاعة ويكتشف هؤلاء أنهم وحيدون ومكشوفون وعرايا فيصابون بالرعب ويتسابقون على الاعتذار والتبرير لكن ذلك لن يستر سوأتهم. نعم «دعوهم يكشفوا أنفسهم».. فالمغرد الوطني أثبت للعالم فعليا أنه ذئب إلكتروني، ولن يضره بالطبع مأمأة المرتزقة والنعاج الإخونجية. * كاتب سعودي Hani_DH@ [email protected]