ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تستهدف فيها السعودية كوطن وكيان من قبل مخططات خارجية تنشط فيها دوائر متقاطعة سياسية واستخباراتية وإعلامية بغرض تفتيت وتشتيت النواة الصلبة للدولة السعودية بصفتها الأمل الوحيد والمشروع الأكبر لنهضة دولة في هذا الجزء من العالم «الشرق الأوسط» تملك كل المقومات لأن تتصاعد قوتها أكثر وأكثر لتكون إحدى أكبر الدول الناهضة حضارياً في عالم لايعترف إلا بلغة الأقوياء والمصالح.. السعودية التي نجحت في تجاوز كثير من التحديات بفضل إمكاناتها الكبرى وحكمة قادتها التي تجلت في أصعب المواقف لم تكن لتنجح وتحقق هذا النجاح والتأثير لو لم تعلم أن لديها شعبا رائعا تتحطم على أسواره كل المؤامرات. السعوديون كشعب دائماً في الموعد خلف قيادتهم وسلامة وأمن وطنهم فعلوها أكثر من مرة ويفعلونها الآن في ظل الهجمة الكبرى والضخ الإعلامي الرهيب الذي تتعرض له السعودية وقيادتها بشكل منقطع النظير ولم يشاهد من قبل على مستوى العالم أجمع ! هذا الولاء والإخلاص والوطنية العالية التي يبديها السعوديون في الدفاع عن وطنهم وقيادته في ظل هذه الهجمة الإعلامية والسياسية والاستخباراتية لم يحرضهم عليها ولم يدفع لهم أحد، وأثارت إعجاب وإدهاش العالم بأسره، هي إحساس عال بأن الوطن وقيادته في حاجة للاصطفاف ضد كل المؤامرات التي تحاك ضده، إحساس وشعور وطني ينضح بالولاء والإخلاص لهذا الوطن وقيادته وتتأجل أمامه كل الانتقادات والملاحظات التي يتداولها السعوديون داخلياً مع حكومتهم وقيادتها.. أشعر بالفخر فعلاً وأود تقبيل رأس كل سعودي ورأس كل من يقف الآن مع السعودية من الشرفاء في الوطن العربي وفي العالم أجمع وأثق جداً بأننا نحظى بقيادة حكيمة لطالما سعت دائماً في إسعاد شعبها وهي تضع الآن كل الخيارات وتدرس كل السيناريوهات وتعرف قبل أي أحد آخر أنها تتمنطق بشعب هو حزامها ودرعها وسيفها متى ما أرادته وجدته حاضراً لايغيب ولايخيب ولو اجتمعت عليه كل قوى الحسد والظلام والغدر والخيانة. ما تتعرض له السعودية هذه الأيام هو في رأيي اللقاح الذي سيجعلها بإذن الله تنطلق بسرعة في مشروعها النهضوي الكبير رؤية المملكة 2030 الذي استفز كل قوى الشرق والغرب لإدراكهم أن السعودية بقيادتها رغم كل الخراب في المنطقة في الاتجاه الصحيح ولهذا فلابد من تعطيلها وإشغالها وهي التي تشكل النواة الصلبة التي يمكن أن تنطلق منها وبسببها كل دول المنطقة العربية نحو الأخذ بأسباب القوة والتمكين. يقينا أن السعودية ستخرج من هذه الأزمة المصطنعة حول اختفاء المواطن والكاتب جمال خاشقجي وهي أكثر فخراً بشعبها، وأعظم قوة وحصانة من كل مكائد أعدائها، وأكثر معرفة بازدواجية المعايير في السياسة العالمية وأكثر تمحيصاً لأصدقائها وأعدائها ومن يبدون إليها المودة وهم ألد الخصام ! * كاتب سعودي