برهن الشعب السعودي بكل أطيافه في جمعة الولاء والانتماء لوطنه ومليكه، على أنه أكثر وعيًا من أن ينساق خلف المجهول وأقوال وأهواء الحاقدين، ودعاة الفتنة والمتربصين بأمننا واستقرارنا. في هذه الجمعة أثبتنا للعالم أجمع أننا في قمة التلاحم مع القيادة، وأننا يدًا واحدة مجتمعةً على الخير، متمسكين بدستورنا كتاب الله وسنة نبيه. وأن شعبنا وفي، وأن الوفاء شيمة من شيم الرجال، وأننا لن نسمع أبدًا لأي ناعق غاشم غادر سواءً كان بينًا أو مندسًا. نعم لقد وجه شعبنا شعب الإخلاص صفعة مدوية في وجه دعاة الفتنة وخفافيش الظلام وخنافس الإنترنت، عكست بكل صدق مستوى نضج أبناء هذا الوطن وقدرتهم على اكتشاف المخططات والنيات السيئة، والتصدي لها بلغة العقل لا بلغة العنف والدم، وذلك حينما التفوا حول قيادتهم بكل صدق وأمانة وقفة صادقة نابعة من قلوب مؤمنة منهاجها طاعة الله وولي الأمر، رفضوا رفضًا تامًا أسلوب المظاهرات أو التجمعات التي قادت بعض الدول إلى الدمار والخراب وهي التي روج لها دعاة الفتنة والفساد مؤخرًا عبر جميع طرق ووسائل الإعلام الحديثة، ورحبوا بمبدأ الحوار والنقاش الهادف للصالح العام، نعم كلنا نريد الإصلاح، وكلنا نحارب الفساد، وكلنا نطمح للأفضل، وكلنا عندنا أمنيات ومطالب ستتحقق بإذن الله على يد خادم الحرمين الشريفين، الأب العطوف الحنون وحكومته الرشيدة. إنها عقيدة التقدم والتطور، والصعود على درجات سلم الزمن والمستقبل. لكن هناك فرقًا شاسعًا بين أن نصنع أسس الإصلاح والتغيير على أرض صلبة، وبين أن نضع أقدامنا وأقدام أولادنا على أرض هشة تجتذب إلى الأسفل بدلًا من أن تدفع إلى الأعلى! لقد راقب كل الشعب السعودي جيدًا والعالم أجمع الأحداث المحيطة بهم عبر وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والإعلام الإلكتروني، وأدركوا بذكاء أن هناك مخططات وحملات إعلامية من منظمات خبيثة تدار من الخارج، وعلموا بأن التغيير إن لم يأتِ بالأسلوب الصحيح لا يصنع مستقبلًا دون ثمن باهظ قد يكلف الماضي والحاضر والمستقبل، وإنما لغة العقل والحوار تُرجِّح كل شيء إيجابي يعود بالنفع على الإنسان السعودي. لقد أثلجت صدورنا كلمة نايف الأمان وهو يوجه رسالة كريمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة والشعب السعودي عامةً حينما قال: (لقد أثبت شعبنا للعالم كله أنه في قمة التلاحم مع قيادته، أمةً واحدة متمسكين بدستورهم كتاب الله وسنة نبيه، الشكر مهما كان فهو قليل لهذا الإنسان السعودي الكريم).. كما قال -حفظه الله- (إنني على ثقةً كاملة أن هذا كان له وقع كبير وأثر فاعل في قلب وعقل سيدي خادم الحرمين الشريفين، ومثلما نقول اليوم شكرًا وهنيئًا لمليكنا بشعبه، سنقول غدًا شكرًا لسيدي خادم الحرمين الشريفين وهنيئًا للشعب بمليكه). ما أجمل هذه الكلمات التي توجت رأس كل مواطن سعودي بتاج الوفاء والولاء والحب والعرفان، هذه الكلمات تعتبر وسامًا يُعلّق على صدر كل مواطن غيور على دينه ووطنه ومليكه، تقلب بها الموازين لترجح كفة العدل والمساواة والإنصاف وهي المبادئ السامية التي قامت على أساسها الدولة السعودية.. نعم هي نعمة نطلب من الله العلي القدير أن يديمها علينا.. ويظهر ذلك جليًا في حب وتفاني الشعب السعودي، وهذا ما أظهره أبناؤنا من الجماهير الرياضية عند حضوره للمباريات المحلية في مختلف فئات الدوريات والألعاب المختلفة من تحيةٍ وإعجاب وتقدير لمليكنا، رافعةً الرايات والأعلام وحناجرها تهتف بمليكها ووحدة وطنها مرددة إحنا بخير ما دمت بخير، لتثبت للعالم أجمع أن رسالتنا واضحة للعيان ولن يعجز عن قراءتها إلا من أراد ذلك. إن البلد الغالي الذي لا نحبه ولا نحميه لا نستحق أن نعيش فيه؛ تلك هي قناعة كل فرد يحب أرضه وترابها ويدين لها بالولاء والعرفان ولولاة أمره بالسمع والطاعة. حفظ الله بلاد الحرمين من كل مكروه وجعله بلدًا آمنًا مطمئنًا، ونسأل الله العلي القدير أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان. إنه سميع مجيب الدعاء، وأن آخر دعوانا (أن الحمد لله رب العالمين).