تابعت ولازلت أتابع وبمرارة كل ما يحدث على ساحة وطننا العربي الكبير من أحداث متوالية مؤلمة راح ضحيتها الكثير وجرح العديد ودمرت مكتسبات..أحداث مؤسفة انطلقت شرارتها من تونس، ثم اتسعت دائرتها لتشمل عدد من دول العالم العربي، هذه الأحداث لم تكن لتحدث لو لم يكن هناك وخز في جسد شعوب هذه الأوطان..وخز يمكن معالجته قبل أن يمتد ويستفحل وتصبح مساحات الوطن العربي حلبة صراع بين الشعوب وقاداتها ويكون الوطن العربي حديث الإعلام العالمي والتدخلات الخارجية والتحليلات السياسية والتوقعات المختلفة عبر منابر الإعلام العالمي، فالمتتبع لكل ماحدث ويحدث في بعض دول عالمنا العربي ثم استقرأ الأحداث لعقد مقارنة بسيطة بين هذه الدول ودولتنا المملكة العربية السعودية فإنه يستنتج وبكل بساطة بأن التكاتف والتلاحم هو جوهر القيادة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وأن الفهم الحقيقي والعميق لهذه السمة يفتح الأبواب على مصراعيها لتحقيق الإنجازات وبلوغ المراد. ونحن كشعب سعودي نتصف بهذه الصفة الرائعة ولله الحمد، وأكاد اجزم بأننا ولدنا وولدت معنا هذه السمة فالتضامن الاجتماعي والتعاضد الإنساني والحس القوي بالهوية الوطنية هي سمة أصيلة عند الشعب السعودي بكافة فئاته ومختلف طبقاته. وليس أدل على ذلك إلا تلك المشاهد الرائعة للآلاف من أبناء الشعب السعودي الوفي والذين خرجوا في مسيرات فرح شعبية طافت الشوارع في جميع مدن المملكة ومحافظتها وقراها حيث امتزجت مظاهر الفرح والسرور بالعفوية والتعبير الصادق عن مدى حب أبناء الوطن وولائهم لوطنهم وولاة الأمر حفظهم الله. إننا شعب نطبق مايمليه علينا ديننا الإسلامي الحنيف الذي الزمنا باللحمة والتكاتف وطاعة ولي الأمر..شعب لم يلتفت في يوم من الأيام إلى شعارات براقة زائفة ولم يلوث أذنيه بما تبثه بعض وسائل الإعلام الحاقدة من تحريضات مباشرة أو غير مباشرة هدفها زلزلة الوطن..وبث الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار. نحن شعب مثقف واعٍ، نقف على ارض صلبة إيماننا وثقتنا قوية بالله ثم بولاة امرنا المخلصين حفظهم الله، لقد انبهر العالم اجمع من المحيط إلى المحيط بتلك اللحمة القوية بين الشعب وولاة الأمر ((يوم جمعة حنين)) كما أطلق عليها من أراد إفساداً في الأرض شرذمة قلة أبوا إلا أن يزعزعوا أمن وطن عظيم يسوده الاستقرار والأمن والطمأنينة، وترتفع فيه راية الإسلام خفاقة، ويصدح من مآذنه صوت الأذان خمس مرات في اليوم ليعلن ويظهر التلاحم في الجوامع والمساجد، فباءت محاولاتهم بالفشل وأصيبوا بخيبة الأمل. فوطني كيان عملاق نفخر ونعتز بمنجزاته الحضارية الفريدة.. كيان تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء، وتتجسد فيه معاني الحب والوفاء والتلاحم لقادة اخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة الوطن، وحرصوا على رفاهية وكرامة المواطن، ونحمد الله أننا نعيش في وطن يتمتع جميع أفراده بأروع معاني الولاء للوطن وولاة الأمر ونحرص دائما وابدأ إلى ترسيخ وتعميق قيم الولاء الوطني في نفوس الأبناء، وغرس الثقافة الوطنية في عقولهم، فالانتماء هو أهم ركيزة من ركائز المواطن الصالح، وحب الوطن والولاء له وطاعة ولي الأمر واجب ديني يفرض علينا انطلاقا من الولاء لله والرسول، وغرس وتجذير قيم التلاحم والولاء وتنمية الأخلاقيات ونبذ الحقد والتطرف هي الضمان الحقيقي لتلاحم الأمة وحماية واستقرار الوطن.