لقد أثبتت واقعة اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر الماضي بمدينة اسطنبول التركية، تطوراً خطيراً في سلوك قناة «الجزيرة» القطرية والأذرع الإعلامية المدعومة من «تنظيم الحمدين»، الذي تجاوز انعدام المهنية إلى توظيف وسائل الإعلام للتزييف والتضليل، وبث الفبركات والأكاذيب، وتمويل حملة سياسية عبر وسائل إعلام فاقدة لأي مصداقية وينعدم فيها الحياد، لتشويه صورة المملكة بلا أي وثائق أو مصادر أو حقائق ملموسة تثبت تلك الادعاءات المغرضة التي قتلت الرسالة الإعلامية وأهدافها في تنوير العقول والارتقاء بها. لقد سقطت مهنية تلك الوسائل التي أوحت للمشاهدين بأنها تقود حملة مدفوعة الثمن بمساعيها الدؤوبة لفرض طرح ذي وجهة نظر أحادية، وتعدت ذلك بفبركات واختلاق سيناريوهات حول واقعة اختفاء خاشقجي، أثارت سخط الكثير من المشاهدين العرب وأساءت للرسالة الإعلامية وجنحت عن أهدافها، بالإضافة إلى الألفاظ السوقية الساقطة التي انحدرت إليها «الجزيرة» ومن يدور في فلكها من وسائل إعلامية بلغت حد السقوط المهني، بطمس أي حقائق حول قضية اختفاء خاشقجي لتحقيق مكاسب سياسية تؤجج العداء والكراهية بين الشعوب. وهذا التضليل الإعلامي لا يوجد به أي إحساس بالمسؤولية تجاه أخلاقيات المهنة الإعلامية، ولم يعد شريكاً في صناعة الوعي، بل عدواً له، وحتماً ستسقط هذه الوسائل أمام المشاهدين مع ظهور نتائج التحقيقات الرسمية، لتكتب تلك الوسائل الإعلامية الرخيصة نهايتها بأيديها.