أشار وزير الطاقة خالد الفالح إلى رغبة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أن تكون السعودية شريكا في تجربة النقل مع تقنية القطار فائق السرعة (هايبرلوب)، والتأكد من جدواها. وقد ذكر الفالح أن تقنية «هايبرلوب» أثبتت نجاحها في التجربة الصغيرة، ولكن تحتاج تجربة في مسافات أطول. وقال والحديث يعود للفالح إن المكاسب ستكون لمن يأخذ قدرا معقولا ومدروسا من المخاطرة، لذا علينا أن ننتظر إلى أن تطبق الفكرة على نطاق أوسع، ومعنى «هايبر»: كلمة إغريقية تعني الزيادة على الحد، والمقصود هنا السرعة الفائقة، و«لوب» تعني الحلقة، ونقصد بها الأنابيب المفرغة من الهواء التي تنقل بداخلها عربات هذا القطار الفائق السرعة، وتكمن فكرة «هايبرلوب» في أنه عبارة عن كبسولة مجهزة بمقاعد، تنطلق في أنبوب مصنوع من الصُلب، مفرغ جزئياً من الهواء لتقليل أثر مقاومة الهواء قدر الإمكان، ولحمل الأنبوب الذي تنزلق بداخله الكبسولة سيتم تشييد سلسلة من الأعمدة من الخرسانة المسلحة، ومعدل ارتفاع الأعمدة ستة أمتار تفصل بينها مسافة 30 متراً. بدأت هذه الفكرة صيف عام 2013، وقد كشف عن تقنية «هايبرلوب» رجل الأعمال ألن ماسك صاحب شركة تسلا المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية. بدأ ماسك بالتفكير بالهايبرلوب بعد الإعلان عن قطار «كاليفورنيا الفائق السرعة» الجاري إنشاؤه الآن، ولن يتم إنجازه إلا عام 2029، بميزانية تصل إلى 60 مليار دولار. وجد ماسك أن هذا القطار سيحتاج إلى ساعتين و40 دقيقة للوصول من لوس أنجليس إلى سان فرانسيسكو، مدينتي ولاية كاليفورنيا الرئيسيتين، حيث إن سرعته 350 كيلومترا في الساعة. وهذه تقنية لا تتأثر بالأحوال الجوية، وعرباتها لا تتعرض للاصطدام، وسرعتها أعلى من سرعة الصوت، وتتطلب قدرا أقل من الطاقة، ولأننا لم نعد بحاجة لعجلات فإننا سنتخلص من الاحتكاك الناتج عنها. أخيراً.. ما أريد أن أقوله في هذا المجال أو ما يهمني كمهندس تخطيط عمراني هو تفاؤلي في أن هذه التجربة قد تغير وجه شبكة الطرق البرية والجوية بين مدننا السعودية في حال تطبيقها، فمثلاً ستتحول المطارات المحلية إلى محطات «هايبرلوب»، وسنتمكن من توسيع نطاق العمران للمدن الصغيرة والقرى والمحافظات بشكل مستقل عن المدن الكبرى، التي طالما تحكمت بخطط التوسع. قِس على ذلك ما سيتم توفيره من تكلفة على الحكومة، خصوصا في ما يتعلق بالهيكل الإداري والفني للمتابعة والإشراف على تنمية تلك المناطق. [email protected]