حتى الآن، تحتل منبج مساحة واسعة من النقاشات الدولية والإقليمية حول مستقبل هذه المدينة المحاطة بكل القوى اللاعبة على الأرض السورية. ورغم ما يسمى بخارطة الطريق التركية الأمريكية حول منبج وتنظيم دوريات مشتركة على خط الجبهة الشمالي، إلا أن هذه الخلافات الأمريكية التركية ما زالت قائمة، خصوصاً أن الجدل حول وجود وحدات حماية الشعب YPG لا يزال قائماً في الحوار الأمريكي التركي. «عكاظ» حاورت، عضو مجلس منبج العسكري، إذ شرح أهمية هذه المدينة، فيما أسهب بتفاصيل خارطة الطريق الأمريكية التركية، مبيناً أن هذه المدينة التي تحتوي على ما يقارب 9000 مقاتل مستعدة لكل السيناريوهات.. فإلى التفاصيل: • منبج نقطة حساسة في الخارطة السورية.. ما أهميتها؟ •• من منبج كل مصالح الدول الإقليمية والعالمية تتوزع على الأرض السورية الأخرى، بمعنى أن أي تنافس أو صراع في المناطق السورية الأخرى في دير الزور وفي إدلب ينعكس على منبج، بحيث الكل يرى فيها منطقة تغير الموازين خصوصاً أنها محيطة بالقوات التركية والقوات الروسية والتحالف الدولي، إضافة إلى الميليشيات الإيرانية، وبالتالي أي صراع بعيد عن منبج يمكن أن تكون منبج ساحة لتنمية هذا الصراع.. ودعني أقول إن الرابح هو من يسيطر على منبج، لأنها منطقة إستراتيجية غربي الفرات، ومن هنا أمريكا لا يمكن أن تترك منبج في ظل الضغوطات التركية الروسية الإيرانية.. وبالنسبة لتركيا ترى ذريعة وجود وحدات حماية الشعب مبرراً للتدخل في منبج، كل هذه القوى تدرك أهمية منبج، وبالتالي هناك حالة من الاستعصاء وعدم القدرة من هذه الدول للسيطرة الكاملة على منبج. • إذن، هل تعتمد منبج ومجلسها العسكري على التحالف الدولي؟ •• التحالف لا يمكنه ترك منبج في هذا التوقيت وله دور في حماية المدينة، لكن نحن في مجلس منبج العسكري قادرون على حماية المدينة من أي تدخل، فهناك أكاديميات تدرب المقاتلين تابعة للمجلس ولدينا ما يقارب 9000 مقاتل ما بين قوى أمن داخلي وقوات المجلس وقوى أخرى. • أمريكا قدمت قوائم بأسماء الأشخاص التابعين لYPG، فهل غادروا؟ •• كان هناك ما يقارب 50 مستشاراً لدى المجلس المدني في منبج، ولدى المجلس العسكري من قسد من PYD وهم غادروا، ومع ذلك بقيت تركيا تقول إن هناك عناصر من YPG وأمريكا تعرف كل التفاصيل في منبج، وتعلم أنه لم يعد هناك YPG. • خلال زيارتنا للجبهة قيل لنا إن هناك خروقات من جانب درع الفرات والجانب التركي، ولا يوجد أي تدخل أمريكي.. لماذا؟ •• بكل صراحة.. أمريكا لها علاقة إستراتيجية مع تركيا ولا تريد التأثير على هذه الشراكة الإستراتيجية ونحن نعلم ذلك، وأمريكا قالت لنا بكل وضوح «لا نستطيع التخلي عن تركيا.. ولا نستطيع التخلي عنكم أيضا».. ويسعون إلى حوار سياسي بين مجلس منبج العسكري وتركيا.. ونحن أبدينا استعدادنا للحوار مع تركيا من أجل حل سياسي ليس في منبج بل في كل المناطق. • هناك خارطة طريق تركية أمريكية حول منبج.. ما هذه الخارطة؟ •• خارطة الطريق، تقول لا وجود لypg وpyd في مدينة منبج، وكذلك بعض المقاتلين من أهالي منبج إلى المدينة وهم الآن في جرابلس والباب، ولم نمنع عودتهم، لكن من دون سلاح، إضافة إلى الدوريات المشتركة على خط الجبهة في الشمال. • ما ملاحظاتكم على خارطة الطريق؟ •• أيضا نحن طلبنا ضمان عودة المقاتلين إلى مناطقهم في إدلب واعزاز والباب، فلدينا ما يقارب 3000 مقاتل من هذه المناطق (مجلس الباب ومجلس جرابلس)، ونحو 15 ألف نازح مدني، لكن على الجانب التركي لم يكن هناك نقاش على هذه التفاصيل باعتبار تركيا تركز على منبج، وهناك نقاش مع الجانب الروسي والنظام ستظهر نتائجه قريباً. • هناك توجه واضح في شرقي الفرات للتعامل مع النظام السوري حتى المشاركة معه في إدارة المناطق، ماذا عن منبج؟ •• نحن معارضون للنظام السوري، لكننا نتحدث الآن مع الدولة السورية الواقعية، ولا نريد تمزيق هذه الدولة ومقتنعون بالعيش المشترك، ونعارض الدستور والسلطة الأمنية المخابراتية، ولا بد من تغيير الدستور وفق مكونات الشعب السوري. • هل يمكن أن تشاركوا النظام في أي عملية محتملة على إدلب؟ •• نحن جاهزون لهذا الأمر، ومشاركة قوات النظام في معركة إدلب، على أن يكون ذلك يمتد حتى عفرين. • موقفكم واضح من تركيا في عفرين وتعتبرونه احتلالاً.. لكن ماذا عن الاحتلال الإيراني، ما موقفكم؟ •• ليست إيران فقط، بل كذلك روسيا؛ لأنها على الأرض السورية من دون موافقتنا، وبالنسبة لإيران على وجه التحديد هي على الأرض بموافقة النظام، ولكن إستراتيجيتنا وألوياتنا ألا يكثر الأعداء في هذه المرحلة، في المرحلة الحالية أولويتنا تركيا وليست إيران رغم أنها دولة محتلة لكنها ليست في مواجهة مباشرة معنا. • هل أصبحت عفرين من الماضي؟ •• عفرين الآن ليست هادئة، وهناك اشتباكات بين يوم وآخر على أطراف المدينة ووحدات حماية الشعب لن تترك عفرين على حالها الآن، وأيضا نحن نراقب التجاذبات حول إدلب والتناقضات الروسية التركية حول إدلب، يمكن أن تخلق وضعاً جديداً تكون فيه عفرين على الطاولة، وقد يكون هناك حملة على إدلب وعفرين معاً، الأمور قيد النقاش وليست هناك خطط جاهزة، لكن أؤكد أن الوضع في عفرين لن يبقى كما هو عليه. • ما إستراتيجيتكم في عفرين؟ •• حرب العصابات وما نسميه حرب الأنصار، وحتى الآن هناك توتر في عفرين. • هل تتواصل وحدات حماية الشعب التي خرجت من عفرين مع النظام؟ •• هناك تواصل بالطبع في منطقة الشهباء باعتبارها نقطة عبور. • ماذا لو تخلت أمريكا عنكم في منبج.. هل أنتم مستعدون لمغامرة عسكرية مع تركيا؟ •• لا شك في المواجهة والقتال، هذا موقف لا نقاش فيه على الإطلاق، ولن ننظر إلى التوازن الدولي.. ودعني أقول لك إننا قيد التحضيرات النفسية والعسكرية في منبج لا نريد الحرب، لكننا مستعدون لها تحت أي ظرف. • ما حجم النفوذ الفرنسي في منبج؟ •• الفرنسيون منذ اليوم الأول في تحرير منبج من داعش كانوا موجودين في منبج، وزاد التأثير الفرنسي بعد الحرب التركية على عفرين، وزاد نشاطهم في منبج، وهذا النشاط الفرنسي أزعج تركيا، وأكثر من ذلك أزعجت الدوريات الفرنسية على الحدود روسيا. • ما المدى الزمني لبقاء التحالف في منبج؟ •• حسب رؤيتي يمكن أن يبقى التحالف سنتين.