اعتبر رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي PYD، شاهوز حسن أن السيطرة التركية على مدينة عفرين تعني التأثير على حلب واللاذقية وإدلب، باعتبار أن هذه المدن قريبة جدّاً من مدينة عفرين، لافتاً إلى أن المواقف الأوروبية كانت متفاوتة في عفرين الأمر الذي أدى إلى سقوط هذه المدينة. وأكد حسن في حوار أجرته «عكاظ» في مقر الحزب في القامشلي (شمال سورية)، أن الكرد لم يراهنوا على العلاقة مع روسيا، وحتى النظام السوري لم يكن على مستوى المسؤولية في حماية أراضيه. وأشار إلى أنه قد تكون تركيا ربحت من الناحية التكتيكية في السيطرة على عفرين، إلا أنها من الناحية الاستراتيجية لن تكسب في سورية، مشيراً إلى أنه بعد ما جرى في عفرين فإن المشهد يتجه للتقسيم في سورية. وقال إن الحزب يسعى لتأسيس قاعدة من العلاقات الدولية وخصوصاً مع الدول العربية، موضحاً أن ثمة علاقات جيدة مع مصر ونسعى أن تكون العلاقات جيدة مع دول الخليج... فإلى التفاصيل: • بعد سقوط عفرين. كيف تقرؤون المواقف الدولية والإقليمية؟ •• الأزمة في سورية في الأساس، لها أبعادها الإقليمية والدولية على المستوى السياسي والعسكري، واليوم هناك تكثيف للصراع الإقليمي والدولي وخصوصاً في عفرين. الصمت والموقف الروسي على العملية التركية في عفرين هو موقف سلبي جدّاً، لأنه منح تركيا الضوء الأخضر بالحرب على عفرين، أما الموقف السوري لم يرتقِ إلى مستوى أن يلعب دوراً بحماية الحدود بسبب التأثير الروسي على الموقف السوري. وقد كان الأوروبيون والأمريكيون متفاوتين، فالموقف الأمريكي سعى للتهدئة من الجانب الدبلوماسي، لكن الموقف الفرنسي أقوى، أما الموقف البريطاني أعطى شرعية للحرب التركية. ونحن أكدنا في كل اللقاءات مع هذه الدول، أكدنا أن الضوء الأخضر الروسي لتركيا، يستهدف التحالف الدولي أيضاً، ولكن أمريكا تتذرع أن ليس لها وجود عسكري في عفرين ولكن وعدونا بالتدخل الدبلوماسي، وتركيا تستفيد من هذه التناقضات الدولية. وهي تستفيد من كونها دولة في حلف الناتو وتضغط على الناتو وأمريكا، إنه إذا اعترضتم على عملية عفرين سأذهب إلى الطرف الروسي.. وتركيا تكسب من الناحية التكتيكية لكنها لن تكسب من الناحية الاستراتيجية. • هل كنتم مقتنعين بالتبريرات الأمريكية حيال عفرين؟ •• نحن أكدنا لهم (الأمريكان) أن موقفكم يطلق يد تركيا في عفرين، وقلنا لهم إن الموضوع السوري واحد سواء في عفرين أو أي مكان آخر، وبالتالي ما تقوم به تركيا يعقد الحل في سورية. وعفرين جزء من سورية، وبالتالي لا يمكن تسميات شرق الفرات وغرب الفرات، وهنا لا بد أن نتحدث عن الحرب على داعش، والعملية في عفرين أثرت على الحرب على داعش.. وقلنا لأمريكا أن نتائج العملية التركية على عفرين ستكون التقسيم.. وأوضحنا للولايات المتحدة مخاطر الأهداف التركية وهي ربط جرابلس واعزاز بإدلب عن طريق السيطرة على عفرين.. وإذا تم احتلال عفرين فإن حلب واللاذقية ستكون تحت الضغط التركي.. وهذا كله بسبب روسيا التي تريد منح تركيا أراضي سورية، ولا أعتقد أنه إذا دخلت تركيا إلى سورية ستخرج فيما بعد. • دعوتم الجيش السوري لحماية الحدود ورفضتم تسليمه المؤسسات.. وكانت النتيجة الخسارة؟ •• نحن لا نقبل عودة النظام إلى ما كان عليه، لكن دخول تركيا يحتم علينا طلب التدخل من الجيش السوري لحماية الحدود باعتبارها دولة معترفاً بها في الأممالمتحدة، أما مؤسسات عفرين فهي جاءت من الانتخابات الداخلية في عفرين وعلى النظام أن يتواصل مع هذه المؤسسات للعمل المشترك باعتبارها تمثل إرادة الناس في عفرين. • ما توصيفك للموقف الإيراني؟ •• لم نرَ تصريحات إيرانية حول موضوع عفرين، لكن إيران أيضاً متضررة كثيراً بعد السيطرة التركية على عفرين، فهناك تضارب في المصالح الإيرانية - التركية في سورية.. لأن عفرين تشكل حلقة وصل بين إدلب واللاذقية وحلب. • البعض يرى أن ما جرى في عفرين نتيجة الرهانات الخاسرة مع روسيا؟ •• نحن لم نراهن على أحد، وحتى لم نراهن على أمريكا، نحن نراهن على مشروعنا في التعايش بين شعوب المنطقة، لكن مشروع الفيدرالية في شمال سورية يفرض علينا التواصل مع جميع الأطراف، ونرى أن لروسياوأمريكا الدور الأساسي في تحقيق الحل السياسي، إطالة أمد الأزمة السورية بيد الأمريكان والروس؛ ولذلك نشأت العلاقة مع روسياوأمريكا بحكم دورهما في سورية.. والدور الروسي اليوم دور مهزوز في سورية بعد عملية عفرين. • هل لديكم علاقات مع دول الخليج؟ •• نحن نتطلع لعلاقات متطورة وجيدة مع دول الخليج، بالنسبة لقطر لا يوجد لدينا أية علاقات، لكن نريد أن تكون لنا علاقة مع كل الدول العربية، وخصوصاً السعودية، وفي حال تطورت العلاقة مع السعودية فإن هذا سيكون له انعكاسات إيجابية على كل المنطقة، وبالنسبة لمصر هناك علاقات جيدة.. نحن كأكراد نريد أن تكون علاقاتنا جيدة مع كل الدول العربية، وكذلك الأمر بالنسبة للتجربة الفيدرالية نطمح أن تتوسع علاقاتنا مع الدول العربية. • رغم كل ما جرى في سورية.. هل أنتم مستعدون للحوار مع المعارضة السورية؟ •• الاختلافات السياسية والفكرية واردة في كل دولة، ومع ذلك لا بد من الحل السياسي الذي يضمن مشاركة كل القوى، ونحن ضمن هذا الإطار مستعدون للتحاور مع كل الأطراف، لكن في الواقع هناك صعوبة في الأمر، خصوصاً المعارضة التي تقيم في تركيا.. فهي غير قادرة على القرار من أجل سورية.. ومع ذلك نحن مستعدون للحوار.