اضطر عدد من أسر ذوي الاحتياجات الخاصة المصابين بأمراض «التوحد، ومتلازمة داون»، إلى إبقاء أبنائهم في المنازل، في أعقاب إصرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على المضي قدما في قرارها القاضي باستبعاد من تزيد نسبة ذكائه على 50%، من مراكز الرعاية النهارية التابعة لها، ودمجهم في المدارس الاعتيادية للتعليم العام، بعد اتفاق مع وزارة التعليم بشأن ذلك. واعتبرت الأسر القرار الذي صدر قبل أكثر من 4 شهور (مايو الماضي) بمثابة نهاية لمستقبل الأبناء، خصوصا أن كثيرا من الأسر لا يستطيعون السفر إلى الخارج لتعليم أبنائهم في مراكز متخصصة، معتبرين مدارس التعليم العام، ليست مؤهلة لاستقبال أبنائهم، مما قد يتسبب في انتكاسة لهم، على حد تعبيرهم. وفيما طالبت الأسر وزارتي العمل والتعليم بتأجيل القرار، الذي دخل حيز التنفيذ مع بداية العام الدراسي الجديد، وذلك لحين تجهيز المدارس بشكل يتناسب مع طلاب هذه الفئة، وأكدوا أن «مدارس التعليم العام وغرف مصادر التوحد تنقصها التجهيزات ولا يوجد تلك البنية التي تساعد على دمجهم واستمرارهم في المدارس». وقال المواطن ضيدان بن محمد، المدارس تحتاج الى تهيئة تامة وكذلك زيادة عدد المعلمين والمعلمات من خريجي التربية الخاصة والتدخل المبكر وغيرها من التخصصات التي تساهم في استقبال الطلاب والطالبات في مدارس الدمج والاستفادة منها، وكذلك تهيئة الطلاب والطالبات الأصحاء للتعايش مع هذه الفئة. وأضاف «لازلنا في صدمة من هذا القرار، وإذا كان الكثيرون بدأوا يشدون الرحال لتأهيل أبنائهم في الخارج، فماذا عن الأسر غير المقتدرة، على الوزارة أن تعيد النظر في قرارها». وأوضح معاذ العيافي، أنه فوجئ باستبعاد شقيقته من مركز التأهيل لأن نسبة الذكاء 50%، وقال«مازالت تستيقظ يوميا وتحمل حقيبتها للذهاب إلى مدرستها في المركز، ولا تعلم حقيقة الأمر، مما تسبب في أزمة نفسية لها، ويجب أن تكون هناك حلول عاجلة». ودعا عبدالرحمن الزهراني، إلى دراسة القرارات قبل إصدارها، خاصة المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، وقال «يجب أن يكون لهذه الفئة تعامل خاص عند دمجهم، وتهيئة البيئة المناسبة لهم من حيث الفصول وغيرها، فلا تكون علوية على سبيل المثال، حتى لا تشكل خطرا لهم، فهل المدارس جاهزة لهذا الدمج، خصوصا في ظل عجز الكوادر المتخصصة من معلمي ومعلمات التربية الخاصة؟». أخصائية تحذر: اشتراطات قبل الدمج حددت أخصائية توحد واضطرابات سلوكية هيفاء الحربي، اشتراطات استقبال طلاب ذوي اضطراب التوحد إلى مدارس التعليم العام، إذ يجب توفر أخصائي للبنين والبنات، لمساعدة الأطفال في الاندماج داخل بيئته الجديدة. وقالت «مشكلة أطفال التوحد أن لديهم قصورا في التواصل والمهارات الاجتماعية، لذا يجب أن تكون هناك مناهج محددة بما يتناسب مع هؤلاء الأطفال ووجود غرفة مصادر لتقوية الطفل بالمناهج الدراسية». ولفتت إلى أنه «معروف أن أغلب ذوي اضطراب التوحد يوجد لديهم مشاكل حسية فيجب أن تتوفر في المدرسة غرفة تكامل حسي مجهزة بحيث تكون هي استرخاء ومتنفسا لهم ولإشباع احتياجاتهم الحسية». وأضافت «حتى يكون الدمج مساره صحيح يجيب التمهيد بذلك لدمجه مع أقرانه، بداية بوقت الملعب ووقت الوجبات، ثم حضوره للحصص الدراسية، ويجب ألا نظلمهم بتركهم في بيئة مفتوحة دون مساعدة، أو توعية الآخرين الطبيعيين بتقبلهم».