فرص واعدة تلوح في الأفق الاستثماري بين المملكة والسودان، أفصح عنها ملتقى «بحث الفرص الاستثمارية لاستغلال الموارد المعدنية في جمهورية السودان»، فكل جانب يطمح في تقوية الشراكة الاقتصادية بين البلدين عبر تقارب حقيقي يجسد عمق العلاقات على كافة الأصعدة، من بينها الاقتصادية التي هي عصب الحياة. اللقاء، الذي عقد على شاطئ البحر الأحمر في جدة أمس (الإثنين)، نقل لأبناء النيل الرغبة السعودية الكبيرة في الاستفادة من فرص قطاع التعدين المتاحة ب«أرض السمر»، خصوصا أن القطاع يمثل 40% من صادرات السودان، فيما تعمل به أكثر من 450 شركة محلية وعالمية، إذ استهدفت حكومة السودان رفع إنتاج الذهب إلى 110 أطنان خلال العام الجاري 2018، ليحتل المركز التاسع عالمياً والثاني أفريقياً في إنتاج المعدن النفيس. بعيدا عن الذهب، تزخر أرض السودان بمختلف المعادن المتاحة للاستثمار فيها، من بينها: الفضة، الكروم، النحاس، الحديد، المانجنيز، الاسبستوس، الماجنزايت، الرخام، والجرانيت، ما يجعل دافع الشراكة عميقا ومفيدا في هذه المجالات. وما يشهده السودان في السنوات الأخيرة من نشاط اقتصادي كبير، وما تقدمه حكومته من مناخ صحي للاستثمار، يبقي الطريق ممهدا للمشاريع التعدينية التي تنوي المملكة الدخول فيها، خصوصا أن العلاقات السعودية - السودانية تشهد تطورا على كافة الأصعدة، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، بينما الدبلوماسية الشعبية تلعب دورا كبيرا في التقارب الوجداني بين الشعبين الشقيقين، ما يسهل عمل المستثمر بشكل أكبر.