عاماً تلو عام تثبت السعودية - قيادة وشعباً - قدراتها الفذة على تنظيم وإدارة الحشود؛ إذ شهد زعماء المسلمين وقادة بعثات الحج بنجاح موسم حج العام 1439ه، بعد تنفيذ متقن لخطط متكاملة تضافرت على وضعها الجهات الحكومية والأهلية، تحت إشراف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وتكاتف تلك الجهات وتنسيقها في ما بينها، لضمان حج خال من الحوادث، ميسّر على الحجاج الذين جاؤوا من كل فج عميق إلى الأراضي المقدسة. ورفع وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد بنجاح موسم حج هذا العام 1439ه. وأكد في برقيتين رفعهما أمس (الخميس)، أن جميع الحجاج البالغ عددهم (2.371.675) حاجاً تمكنوا من الوقوف بمشعر عرفات في يوم الحج الأكبر في وقت قياسي واستكملوا مناسكهم في حالة أمنية مستقرة، وتحرك مروري انسيابي، وفي أوضاع صحية خالية من الأمراض الوبائية، مع توفر جميع الخدمات التي يحتاجها الحاج. وقدم أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، في المؤتمر الصحفي الختامي لحج 1439ه أمس، أرقاماً تؤكد مدى اهتمام السعودية بالحج وضيوف الرحمن. وقال إن أكثر من 250 ألفاً من العسكريين والمدنيين السعوديين تشرفوا بخدمة الحجاج هذا العام. وزاد أن 32 ألف طبيب وممارس صحي كرسوا للعناية بالحجاج. وأعلن أن خطة «رؤية السعودية 2030» التي تستشرف استضافة 30 مليون معتمر و5 ملايين حاج سيتم تنفيذها على مراحل، وستعلن «في أسرع وقت». وعلى الرغم من الإشادات البارزة التي حملتها وسائل الإعلام الدولية عن إدارة السعوديين لأكبر حشد في العالم، إلا أن الفيصل، رفض إعطاء نسبة للنجاح الذي حققه السعوديون في الحج. وبلغة الإداري القوي، ذهب إلى رفع سقف المتطلبات، والقول إنه «مع كل هذا النجاح الذي تحدثتم عنه، أنا لست راضياً عن نفسي (...)، وإن شاء الله نطور أنفسنا».