لا يجوز في العرف الدبلوماسي التصريح بالتجريح في علاقات الدول ببعضها، فالطرق الدبلوماسية والاتصالات المباشرة بين الدول هي أقصر الطرق للتفاهم الدبلوماسي، فهناك كلمات وعبارات دبلوماسية تستخدم في العلاقات الدبلوماسية بين الدول، وبمجرد ما تتجرد الدولة من العرف الدبلوماسي واللغة المتعارف عليها دبلوماسياً بين الدول كاستخدام كلمة «فوراً» فهي خارج القاموس السياسي، ولا تستخدم إلا في العمل العدائي، ما قد يترتب عليها قطع العلاقات بين البلدين، لأن لغة الأوامر والنواهي لا تستخدم بين الدول، إلا في أوقات الحروب، أما في أوقات السلم فلا مكان ولا مجال إلا للغة السلام بين الدول، عبر الاتصال المباشر بينها لحل أي إشكال دبلوماسي، فالقانون الدبلوماسي الذي ينظم العلاقات الدبلوماسية بين دول العالم قائم على الاحترام المتبادل بين جميع دول العالم، واحترام سيادتها، ومراعاة خصوصيتها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فالدبلوماسية شأن خارجي ليست له علاقة بالشؤون الداخلية في كل دولة، ولهذا يجب على كل دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع دول العالم أن تحترم القانون الدولي والقانون الدبلوماسي في علاقاتها مع الدول الأخرى، وأن تحرص كل دولة على احترام خصوصية الأخرى، وبذلك يستتب السلام العالمي بين الدول وتحل جميع المشكلات والخلافات بلغة السلام، وليس بالقوة والتهديد وإعلان الحروب، لأن ذلك معناه انتهاء المصلحة المشتركة بين البلدين والتحول من السلام إلى الحروب والحرب دمار للطرفين. فأدعو إلى إقامة عالم يسوده السلام، فبالسلام تحيا الأرض ومن عليها وبالحروب تموت الحياة فيها.. السلام مطلب عالمي ونحن هنا في المملكة العربية السعودية يشهد التاريخ بأننا دولة مسالمة تحب السلام، تسالم من يسالمها وتعادي من يعاديها، ولا تعتدي على أحد، فلا عدوان إلا على الظالمين.