على طبق من إبداع

الموهبة نعمة كحال سائر النِعم الأخرى التي أنعم الله بها على بني البشر، فهناك فئة من الناس اختصها سبحانه بمواهب وقدرات متى ما استثمروها؛ فاقوا من حولهم وتميزوا في حياتهم وانتفع مجتمعهم.
القدرة على التعبير بفن والشكوى بمعنى راقٍ والتنفيس باحترافية ليس متاحاً للجميع، إذ يستطيع الشاعر والرسام والكاتب والموسيقي والمصور وأصحاب المواهب بشكلٍ عام التعبير عما يجول في خواطرهم، ويختلج في صدورهم من مشاعر وأحاسيس وأفكار تُترجم من خلال مواهبهم على طبقٍ من إبداع.
جميلة هي الموهبة عندما تستثمر بشكل جيد فتخرج المعاناة على شكلِ قصيدةٍ رائعة، أو لوحةٍ بديعة، أو نغمةٍ بارعة، أو صورةٍ مذهلة، أو مقالٍ يلامس الوجدان. تجد كومةً من الطين ملقاةً على قارعة الطريق يدوسها الناس، بأقدامهم فيحولها الموهوب إلى تحفةٍ تباع بأغلى الأثمان وتوضع لتُزين المكان.
ميزة الموهوب أنه يعيد ترتيب الأشياء، ويعيد صياغة الأفكار المستهلكة إلى أشياء وأفكار ذات قيمة، فضلاً عن توليد الأفكار الجديدة والوصول إلى مناطق بكر. المواقف اليومية لا تمر عليهم مرور الكرام، فالأحداث مادتهم والموهبة أداتهم؛ كي يقدموا لنا الجديد والمبهر.
اللهم اجعلنا من الموهوبين.