لفتت الموهبة التشكيلية الأنظار في مسابقة «مبادرة عمار» التي اختتمت فعالياتها أخيراً، بعد أن قهرت هيلة المحيسن ونورة المجرشي ظروف إعاقتهما وطوعتاها في تلوين إبداعهما الفني، فالأولى أبرزت براعتها في رسم خطوط لوحاتها بقدميها بعد أن ولدت بلا يدين، وظن كثيرون حولها أن ذلك سيعجزها عن تحقيق حلمها، لكنها نجحت في التأكيد على أنها تملك عزيمة تفوق سواها من الأسوياء، فبرعت في رسم لوحاتها، لتتوج بالمركز الأول في المبادرة وتنال جائزة مقدارها 50 ألف ريال. أما الثانية نورة المجرشي فقد أجادت الإحساس بالألوان دون أن تراها، فقد ولدت كفيفة فأبدعت وأمتعت ورسمت، وحققت نجاحاً مبهراً في الرسم متسلحة ببصيرة قلبها وعواطفها ونالت المركز الثاني، مؤكدة أنها حين شاركت كانت تؤمن بأن الهمة والعزيمة سلاح بعد الثقة بالله قادر على قتل الإحباط والعجز. وشهد ختام «مبادرة عمار» تكريم الطفل الموهوب سعد المطيري الذي يعاني من إعاقة حركية وشلل دماغي، لكن موهبته جعلته مبهجاً لمن حوله فصفق له الجميع وحيوه بحرارة ونال المركز الثالث، وحظي الثلاثة بعقود مع أكاديمية الإرادة لمدة عام لتأهيلهم وتدريبهم وتوظيفهم ودعم مشروعهم الأول وتطويره. وقال مؤسس المبادرة الدكتور عمار بوقس ل «عكاظ» هذه ليست سوى البداية، وسنشهد ولادة نجم جديد للإرادة كل عام. وأضاف أن جمعية الإرادة تم إنشاؤها لاحتضان كل المواهب من ذوي الإعاقة، وبأن مبادرة عمار هي مبادرة فارقة، ومهمة ونوعية بين كل المبادرات التي تقام لذوي الإعاقة، ونحن في جمعية الإرادة نتكفل بهم من خلال أكاديميتنا التي تبدأ بالتأهيل والتدريب والتوظيف ثم دعم أول مشروع للمواهب، وهذه رسالتنا لهم: «لا إعاقة مع الإرادة».