أكدت نتائج جزئية نشرتها اللجنة الانتخابية في باكستان بعد فرز أكثر من 80% من الأصوات، فوز بطل الكريكيت السابق عمران خان، في حين يتحدث منافسوه عن تلاعب في النتائج. ومن المتوقع أن تعلن مفوضية الانتخابات الباكستانية اليوم (الجمعة) النتائج الكاملة لانتخابات عامة مثيرة للجدل، ما يمهد الطريق للفائز، عمران خان، لبدء البحث عن شركاء في تحالف. وعرض خان في كلمة ألقاها أمس (الخميس) وأعلن فيها فوزه التحقيق في مزاعم المعارضة بحدوث تلاعب في الانتخابات وتعهد بتحسين العلاقات مع الهند وأفغانستان المجاورتين بينما دعا إلى علاقات قائمة على "المنفعة المتبادلة" مع الولاياتالمتحدة. تأتي مزاعم المعارضة بحدوث تلاعب في الانتخابات التي أجريت يوم (الأربعاء) بعد حملة شرسة واجه فيها الجيش الباكستاني اتهامات بتوجيه السباق لصالح خان ومحاولة محو المكاسب الديموقراطية التي تحققت منذ انتهاء آخر نظام حكم عسكري في عام 2008. وعلى الرغم من أن خان لن يكسب على الأرجح الأغلبية المطلوبة في البرلمان، وهي 137 مقعدا، فإن نتائجه الأفضل من المتوقع تعني أنه لن يجد صعوبة في تشكيل حكومة مع مجموعة شركاء أصغر في الائتلاف. وأظهرت النتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات الباكستانية صباح اليوم أن حركة الإنصاف التي يتزعمها خان حصلت على 110 مقاعد من 251 مقعدا انتهى فرز الأصوات الخاصة بها. ويضم البرلمان 272 مقعدا. ووفقا للنتائج الأولية أيضا حصل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء السابق المسجون نواز شريف، حصل على 63 مقعدا، بينما حصل حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زارداري، ابن بينظير بوتو التي تولت رئاسة الوزراء مرتين واغتيلت عام 2007، على 42 مقعدا. ونقلت صحيفة (دون) الصادرة بالإنجليزية عن شهباز شريف شقيق نواز ورئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف قوله إن حزبه "سيلعب دور المعارضة القوية". وأظهرت النتائج غير النهائية أن حزب خان نجح أيضا على ما يبدو في انتزاع السيطرة على برلمان إقليم البنجاب، أكبر أقاليم باكستان. ويقيم في البنجاب أكثر من نصف عدد سكان باكستان البالغ عددهم 208 ملايين نسمة وظل مركز قوة لأسرة شريف لأكثر من ثلاثة عقود. وقال شهباز شريف إن هناك تلاعبا في الانتخابات وتعهد بتقديم الأدلة لمفوضية الانتخابات. وذكر كل من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز شريف وحزب الشعب الباكستاني أن مراقبيه إما طردوا في العديد من مراكز التصويت أثناء الفرز أو لم يتلقوا الإخطارات الرسمية بنتائج الدائرة الانتخابية وإنما إحصاءات مكتوبة باليد لا يمكن التحقق من صحتها. ومن المقرر أن تقدم لجنة مراقبة الانتخابات الباكستانية وفريق من الاتحاد الأوروبي تقييمهما للعملية الانتخابية اليوم.