عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للهجوم الانتحاري الذي وقع قرب أحد مراكز الاقتراع بمدينة كويتا الباكستانية، مخلفاً عشرات القتلى والجرحى. وقدم العزاء والمواساة لذوي الضحايا، ولحكومة وشعب جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة، مع التمنيات للمصابين بالشفاء العاجل، مجدداً التأكيد على وقوف المملكة وتضامنها مع جمهورية باكستان الشقيقة ضد الإرهاب والتطرف. وعلى وقع الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة 30 شخصا، أدلى الباكستانيون بأصواتهم أمس (الأربعاء) في انتخابات تشريعية يبدو حزب بطل الكريكت العالمي السابق عمران خان مرشحا للفوز فيها. وجرح أكثر من 30 شخصا في التفجير الذي وقع في مدينة كويتا وتبناه تنظيم «داعش»، وهو ثاني تفجير انتحاري ينفذه التنظيم الإرهابي في ولاية بلوشستان هذا الشهر، وخلف الأول 153 قتيلا. ويحق لنحو 106 ملايين ناخب الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي تهدف لتحقيق انتقال ديموقراطي، ويعتقد أن خان هو المستفيد فيها. وانحصرت المنافسة بشكل كبير بين «حركة الإنصاف» التي يتزعمها خان، وحزب «رابطة باكستان الإسلامية - نواز» بزعامة رئيس الوزراء المعزول نواز شريف، الذي يقود حملته شقيقه شهباز. وأدلى خان بصوته في باني غالا، أحد أحياء إسلام آباد. وقال لوسائل الإعلام «حان الوقت لهزم أحزاب أخذت البلاد رهينة لسنوات». وركز خان حملته على وعود شعبوية ببناء «باكستان جديدة» والقضاء على الفساد وتنظيف البيئة وإقامة «دولة رفاه إسلامي». لكن حملته شهدت اتهامات واسعة بأنه استفاد من دعم مؤسسة الجيش القوية، وأثار خان أيضا التساؤلات في الأسابيع القليلة الماضية بتقربه بشكل متزايد من مواقف مجموعات دينية متشددة، وخصوصا في ما يتعلق بقضية التجديف الحساسة جدا، ما أثار المخاوف من أن فوزا لحركة الإنصاف يمكن أن يعزز المتطرفين. ودعا شهباز شريف الباكستانيين «للخروج من منازلهم.. وتغيير مصير باكستان» قبل أن يدلي بصوته ويرفع بيده شارة النصر. وتمّ نشر 800 ألف عنصر للشرطة والجيش في اكثر من 85 ألف مركز اقتراع في أنحاء البلاد، وسط مخاوف أمنية بعد سلسلة هجمات دامية في الأسابيع الأخيرة للحملة الانتخابية، أدت إلى مقتل أكثر من 180 شخصا بينهم 3 مرشحين. وقتل شرطي وجرح 3 آخرون أمس في هجوم بقنبلة على مركز اقتراع في بلوشستان، فيما قتل موظف في «حركة الإنصاف» في تبادل إطلاق نار مع حزب منافس شمال غربي البلاد. ويتوقع مراقبون أن يدعى حزب الشعب الباكستاني بزعامة بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء بنازير بوتو لتشكيل تحالف مع الفائز في الانتخابات. وقال المدير التنفيذي لمعهد غالوب باكستان للأبحاث بلال جيلاني «توقعاتنا غير واضحة حاليا»، مضيفا «المنافسة مفتوحة على كل الاحتمالات».