لم يعرف «تنظيم الحمدين» إلا أن يكون منذ نشأته تنظيماً مخرباً و«راعياً رسمياً» للإرهاب، والتنظيمات المارقة في «الشرق الأوسط»، وكأنه استحوذ على سدة الحكم في قطر بعد الإنقلاب، ليتخذ من الدولة الخليجية ستاراً لرعاية توجهاته الشاذة عن الصف الخليجي. ودون أن ينفك «الحمدين» منذ التسعينات عن دعم «الجماعات الإرهابية» في العالم، من خلال تقديمه الدعم اللوجستي بإذاعة وتمرير رسائلها الإعلامية عبر أداتها الفضائية «قناة الجزيرة»، والتي كانت منبراً لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وأعوانه، ورعايتها لتنظيم الإخوان المسلمين، ومنح «رأس الشيطان» يوسف القرضاوي الجنسية القطرية. ولم يقف حدود دعم الحمدين للإرهاب على حدود الدعم اللوجستي ورعاية الإخوان، بل جاوز ذلك إلى محاولته التوسط بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وتنظيم القاعدة في اليمن، إبان الحرب اليمنية على الإرهاب الأمر الذي قال عنه صالح في أحد لقاءاته التلفزيونية «فهمت أن لهم علاقة بالقاعدة». وفي الوقت الذي يحاول القطريون نفي السبب الرئيس لمقاطعة الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب لها، أظهر تحقيق لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» نشرته أمس (الثلاثاء) تورط تنظيم الحمدين في دعم جماعات وأفراد صنفتهم الولاياتالمتحدةالأمريكية على أنهم إرهابيون، ك«كتائب حزب الله العراق»، «جبهة النصرة»، «داعش»، والنظامين «الإيراني» و«السوري». تحقيق هيئة الإذاعة البريطانية أوضح أن التنظيم اتخذ من «احتجاز الرهائن القطريين في العراق» غطاءً لدعم الجماعات الإرهابية بنحو 1.15 مليار دولار، إضافة إلى مشاركته في هندسة وتنفيذ تهجير 4 قرى سورية. الأدلة والقرائن التي بثتها ال«بي بي سي» عن تورط «تنظيم الحمدين» في دعم الإرهاب، أثبتت أن قطر أخطر تنظيم عالمي راعٍ للإرهاب، من خلال سياساته القائمة على دعم والتعاطي مع الجماعات الإرهابية، من خلال تقديمها لمبلغ 1.15 مليار دولار الذي سيكون أشبه ب«أكسير الحياة» للجماعات الإرهابية، في أكبر قضية دعم للإرهاب يعرفها التاريخ.