تزايدت في السنوات الأخيرة ظاهرة لم يعتدها مجتمعنا السعودي في ماضيه الجميل، وهي ظاهرة الطلاق، إذ ارتفعت في السنوات الأخيرة إلى نسبة مقلقة فحسب «عكاظ» (24 يناير 2018) بلغت النسبة (40-45%) من عقود الزواج البالغة (159368 عقداً)، ومع ذلك فإن مجتمعنا المحافظ بطبعه والمترابط اجتماعياً، لم يعطِ هذه الظاهرة الخطيرة أي اهتمام يذكر. والمؤسف أن هذه الظاهرة لم تحظَ بالاهتمام الكافي مع إرهاصاتها الاجتماعية المقلقة، سواء من الجهات الحكومية، أو نشطاء علم الاجتماع أو بعض الأسر السعودية من حيث تغيّر سلوكيات العائلة ونظرتها للمطلقة، ولم تهتم الصحافة المحلية ولا الجهات المدنية الأخرى بهذه الظاهرة غير المعتادة في مجتمعنا السعودي. وأكثر ما يؤسف له أن بناتنا يتعرضن لمعاناة اجتماعية خطيرة تترتب على حالات الطلاق المرتفعة، إذ لم تجد الاهتمام الكافي من أساتذة الاجتماع، حيث يلقى باللوم غالباً على فتياتنا، وتتغير نظرة المجتمع وأفراده وحتى أسر هؤلاء الفتيات المطلقات، وقد وصل الأمر إلى فرض رقابة صارمة على الفتيات المطلقات وتقييد حريتهن وحتى عملهن. من المهم حتى لا تزداد المشكلة تعقيداً معالجة هذه الظاهرة والحد من معاناة فتياتنا المطلقات اللاتي يواجهن الكثير من المصاعب نتيجة تغيّر نظرة المجتمع والأسرة لهن، بعد تجربتهن الزواجية القاسية، وليت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تعطي هذه الظاهرة اهتمامها المناسب. كما أن على أسرنا السعودية التي واجهت هذه الظاهرة مع بناتها، أن تعيد النظر في أسلوب التعامل مع فتياتها المطلقات، وأتمنى أن نشهد انخفاضا لهذه الظاهرة الاجتماعية غير المحمودة في أعوامنا القادمة، للتقليل من ظاهرة أبغض الحلال عند الله، التي تهدد بكارثة اجتماعية خطيرة.