كشف نقاد مشاركون في ندوة «الأدب الرقمي ورقمنة اللغة.. تطلعات ومعوقات» ضمن محور «نحو معرفة تفاعلية» بفعاليات الخيمة الثقافية التي تنظمها جامعة الطائف، أن التحول نحو الأدب الرقمي أحدث طفرة في إنتاج المعرفة وسرعة وصولها ونقل الأدب بكيفيات متعددة. وأكدوا أن دراسة «الكمبيوتر» والتخصص فيه لن تكون مجدية بعد عام 2030، ما أثار مخاوف الحضور على إنسانية الإنسان في عقود مقبلة في ظل هيمنة الآلة غير القابلة للأنسنة، ما يؤذن بتشيؤ الإنسان. وتناولت الأكاديمية الدكتورة صلوح السريحي في ورقتها «علاقة الأدب بالتكنولوجيا» وعدت الأدب التفاعلي قائما على الرقمنة، ما يمنح المتلقي مساحة تزيد مساحة الكاتب، وذهبت إلى أن فاعلية الروابط مباشرة وروابط غير مباشرة، مشيرة إلى أن لوازم الأدب الرقمي تعتمد على الكلمة والمبدع، وتوفر الأدوات ما يجعل النص الرقمي متعدد المؤلفين. وتحدث أستاذ الأدب الرقمي في جامعة سيدي عبدالله بفاس المغربية محمد الحناش، عن الاشتغال على هندسة اللغة، وعد اللغة العربية من أوفر اللغات استجابة للرقمنة، وذهب إلى أن الكفاءة البشرية تنتقل للحاسوب لإنتاج الذكاء الصناعي، وبذل جهودا لإحداث معادلة بينهما. وعد تحميل الأدب على آلة تنجز مهمات سريعة وتسعف الإنسان وتوفر له الوقت، مبديا خشيته أن يغدو من يتخصص في علوم الحاسوب بعد عقد من الزمن عاطلا ولن يجد عملا. وكشف أن الرقمنة لن تتحقق دون توفر هندسة اللغة، وأوضح أن الغرب ينجز مشروع رقمنة اللغة العربية كون خصوصيتها تستجيب للهندسة بطبيعتها الانصهارية، لافتا إلى كل كلمة في الرقمنة تتحول لقبائل، ما يعني أن العربية أم لغات العالم، مؤملا بناء برامج اقتصادية للترجمة الصوتية عبر تطبيقات ليتحدث الآخرون عبر آلة بلغاتهم، مشيرا إلى إسهام الرقمنة في رصد وتتبع توجه الرأي العام من خلال «السوشيال ميديا». من جانبه، دعا الناقد الدكتور عبدالرحمن المحسني إلى تفعيل مختبر الجامعات بالرقمنة، وإتاحة الفرص لدراسات نقدية مصاحبة، مؤكدا أن حركة التقنية نقلات كبرى والجامعات تعمل ببطء، علما أن التوجه إلى الرقمنة لم يعد ترفا وإنما طرفا في العملية التكوينية، مشيرا إلى أنه لا يمكن قراءة نتاج أديب دون العودة لمنصات التواصل الاجتماعي، ما يوجب إضافة مقررات الأدب الرقمي، ومناقشة أطروحات الماجستير والدكتوراه بطريقة غير تقليدية. وتناول الباحث الرقمي محمد سناجلة ما وصلت إليه الرقمنة من خلال عرض أول رواية رقمية له، تجمع بين الكتابة والصورة والموسيقى والسينما.