بدأ من اليوم العاشر من هذا الشهر، سريان قرار تمكين المرأة من قيادة السيارة، الذي صدر به أمر سام بتاريخ 6 محرم 1439، ينص على اعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة على الذكور والإناث على حد سواء. وأوضح الرئيس التنفيذي للمدرسة السعودية للقيادة عبد الباسط السويدي، أن المدرسة بدأت الاستعداد والترتيب لهذا اليوم التاريخي، بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، منذ أن صدر الأمر السامي، وذلك دعماً من المدرسة لهذا القرار الحكيم، وإسهاماً في خدمة نساء الوطن، مشيراً إلى أن المدرسة دربت منذ افتتاحها نحو خمسة آلاف متدربة. وكشف السويدي أن المدرسة السعودية للقيادة تعد المدرسة الأولى التي تتولى تدريب السيدات على القيادة الآمنة في منطقة الرياض، بوصفها إحدى أكبر مدارس التدريب لإعداد المدربات على قيادة السيارات في المملكة، مضيفاً أنها تهدف إلى تعليم مهارات القيادة الآمنة، وتأسيس ثقافة الأمان في قيادة المركبات. وبين الرئيس التنفيذي للمدرسة السعودية للقيادة أنه يوجد في المدرسة 200 مدربة تحت التدريب؛ سعوديات وغير سعوديات، تقوم المدرسة بتأهيلهن تأهيلاً جيداً للقيام بعملية التدريب على القيادة، مشيراً إلى أن المتدربة تمر بعدة مراحل؛ تبدأ بالمحاضرات النظرية التي تصل إلى 8 ساعات، من خلال خمس قاعات أعدت لهذا الغرض. وأضاف أنه بعد اجتياز اختبار التدريب النظري، تنتقل المتدربة إلى قاعة المحاكاة لمدة ساعتين، وبعد اجتياز هذه المرحلة تنتقل المتدربة إلى المرحلة الأولى من التدريب العملي، مبيناً أنّ مرحلة التدريب العملي كمرحلة أولى قد تستغرق ست ساعات، إذ تتعلم المتدربة بعض مهارات القيادة في مساحة تصل إلى 180 ألف متر مربع. ولفت السويدي إلى أنه يجب على المتدربة اجتياز المرحلة الأولى من التدريب العملي «اختبار الساحة»، وإذا لم تتمكن من اجتياز تلك المرحلة، فإن عليها أن تعيد التدريب في المرحلة الأولى من التدريب العملي لمدة ساعة واحدة أخرى، وإذا تمكنت المتدربة من اجتياز تلك المرحلة، فإنها تنتقل للمرحلة الثانية من التدريب العملي، ويصل عدد ساعات التدريب في هذه المرحلة إلى 14 ساعة. وأشار الرئيس التنفيذي إلى أن المتدربة يجب عليها بعد ذلك تجاوز «اختبار الطرق»، إذ تتعلم 18 مهارة رئيسة في القيادة، وبعد اجتيازها هذه المرحلة تكون المتدربة جاهزة لقيادة السيارة، مفيداً بأنه في حال عدم اجتياز المتدربة للاختبار، فإن عليها أن تعيد التدريب العملي لمدة أربع ساعات في المرحلة الثانية. يذكر أن المدرسة السعودية للقيادة وفرت أماكن بيئية آمنة للأطفال أثناء تدريب أمهاتهم، تساعد على تأسيس ثقافة السلامة المرورية من سن مبكرة. وتحتوي تلك الأماكن على شوارع وأرصفة وإشارات مرورية، يتعلم فيها الطفل أساسيات الثقافة المرورية. من جانبها، أوضحت الفاحصة والمدربة بالمدرسة السعودية للقيادة أبرار المحيسني أن مهماتها تتركز في عمل الفحص بعد الانتهاء من التدريب النظري والعملي، والتأكد من تجاوز المتدربة جميع المراحل بنجاح، مشيرة إلى أن هناك معايير تقييم وضعتها الإدارة العامة للمرور يجب على المتدربة تجاوزها، مبدية سعادتها بالحماسة الكبيرة لدى المتدربات المتقدمات للمدرسة ورغبتهن الكبيرة في التعلم، منوهة بالأمر السامي الذي سمح للمرأة بقيادة السيارة، ما يساعدها على إنجاز الكثير من المهمات، والإسهام في دفع عجلة التنمية في وطننا الغالي. من ناحية أخرى؛ عبر عدد من المواطنات السعوديات الحاصلات على رخص قيادة تمت معادلتها من المرور في المملكة؛ عن سعادتهن بالأمر السامي الذي يسّر عليهن أمور حياتهن. وأكدت المواطنة أحلام آل ثنيان (أولى الحاصلات على رخصة القيادة السعودية) أن الأمر السامي جاء في وقته، وينبع من ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الكبيرة بدور المرأة السعودية، وأهمية تمكينها في المجتمع. موضحة أن التاريخ يشهد إنجازات المرأة السعودية، وإسهامها في نهضة المملكة العربية السعودية على مختلف الأصعدة. وذكرت آل الثنيان أن ثقة ولاة الأمر دلالة على أن دور المرأة السعودية، سيكون أكبر في المستقبل، معبرة عن سعادتها وهي ترى بوادر رؤية المملكة 2030 تتحقق. بدورها قالت المواطنة إسراء عبدالرحمن البطي إنّ الأمر السامي سيكون له تأثير إيجابي كبير على حياة المرأة السعودية، وسيحفزها على العمل وزيادة الإنتاج، ما يساعد على ازدهار الاقتصاد السعودي، ويسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، التي وضعت بين أهدافها تمكين المرأة بنسبة تزيد على 30%. وأوضحت البطي أنّ الأمر السامي يفيد المرأة السعودية في حياتها الأسرية والعملية بشكل كبير، ويمكن المرأة من أداء عملها بسهولة، مشيرة إلى أنها شخصياً استفادت من ذلك، إذ سهل عليها كثيراً التنقل لأداء عملها، الذي يتطلب التنقل بشكل مستمر، مؤكدة أن القيادة ليست غاية، لكنها وسيلة لأداء العمل. كما رفعت المواطنة حنان عبدالله العرفج جزيل الشكر والتقدير لقيادتنا الحكيمة لسماحها بقيادة المرأة. وأكدت أن قيادة المرأة للسيارة واستقلاليتها في التنقل من أهم مقومات تمكينها للقيام بأدوارها المختلفة في المجتمع، ابتداءً من قضاء حاجاتها الشخصية وتلبية مسؤوليات العائلة، وانتهاءً بمشاركتها في سوق العمل وخدمة الوطن، مضيفة أن هذا سيكون له أثر إيجابي كبير على المجتمع والاقتصاد. وعبرت العرفج عن سعادتها بالقرار، وفخرها لكونها من المشاركات فيه، وقالت إنها تشجع كل الفتيات والنساء على التدريب والحصول على رخص القيادة، حتى يتمكنّ من تحقيق استقلالهن والتنقل بحرية، دون الاعتماد على سائق، مشيرة إلى حاجتهن إلى الجاهزية لمواجهة حالات الطوارئ، وغيرها من الظروف الصعبة، التي تتطلب قيادة السيارة والتصرف السريع.