رجحت مصادر عراقية انهيار التحالف بين كتلة «سائرون» برئاسة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وتحالف «الفتح» بزعامة قائد ميليشيات الحشد الشعبي ومنظمة بدر هادي العامري، خلال المؤتمر الذي دعا إليه رئيس الوزراء حيدر العبادي مطلع الأسبوع القادم. وأفادت المصادر ل«عكاظ» بأن الصدر الذي يسعى إلى تشكيل التحالف الأكبر سيجد في المؤتمر المرتقب ضالته لإعادة تشكيل تحالفاته من جديد ما يعني ضمنيا انهيار تحالفه مع «الفتح». ورفض التيار الصدري تقديم تفسيرات للتحالف الذي أبرمه زعيمه مقتدى الصدر مع قائد الحشد الشعبي ومنظمة بدر وائتلاف الفتح هادي العامري. وجاء هذا الرفض وفقا لاتصالات أجرتها «عكاظ» مع بعض أقطاب التيار الصدري. وأثار تحالف الصدر مع العامري تساؤلات عدة حول موقف القوى السنية والوطنية من هذا التحالف، خصوصا أن كتلتي «سائرون والفتح» شكلتا تحالفهما على أساس طائفي، بحسب ما وصفه مراقبون سياسيون. وما زاد المشهد تعقيداً هو أن الطرف الشيعي الأبرز في معارضته لإيران، تحالف مع الشخصية الأقرب إلى طهران، بعدما وصف في وقت سابق تحالف العامري مع العبادي قبل الانتخابات والذي انفض سريعا بأنه «بغيض وتخندق طائفي». وكان زعيم الصدر أعلن (الثلاثاء) الماضي التحالف بين قائمتي «سائرون» التي يدعمها و«الفتح» بزعامة هادي العامري المدعوم من إيران لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان. في غضون ذلك، أعلن حسين العادلي المتحدث باسم تحالف «النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي موافقة القوى السياسية على دعوة العبادي لعقد اجتماع موسع. وقال العادلي ل «عكاظ» «من المؤمل أن يعقد الاجتماع مطلع الأسبوع القادم، لافتا إلى أن تحضيرات كبيرة تجري له». وأضاف أن الاجتماع يهدف إلى الاتفاق على الخطوط العامة لإدارة الدولة في المرحلة القادمة، مؤكدا أن الاجتماع لن يستثني أية كتلة أو قوى سياسية شاركت في الانتخابات سواء عليها تحفظات أم لا. ودعا العبادي «الخميس» قادة الكتل السياسية لاجتماع «على مستوى عال» بعد عطلة عيد الفطر. وقال «نواجه تحدي الحفاظ على البلاد، لكننا على ثقة بعبور هذه المرحلة الصعبة». وأضاف «رغم ما شاب الانتخابات من خروقات، فإن اتباع الطرق القانونية والدستورية السبيل الوحيد لحل المشكلات والمضي نحو تشكيل مجلس نواب جديد، وحكومة تنبثق عنه».