برزت أولى نتائج الحملة الانتخابية بالعراق، في الضربة التي وجهها رئيس الوزراء حيدر العبادي أحد قيادات حزب الدعوة، للأمين العام للحزب نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، بانشقاق العبادي عن المالكي وتشكيل تحالف مع «الحشد الشعبي». وبدا واضحا أن الانقسام الكبير الذي ضرب حزب الدعوة بانشقاق جناحي الحزب (العبادي والمالكي) سيقود إلى تراجع كبير في النسبة التي سيحصل عليها الحزب في الانتخابات المرتقبة. ونقل مقربون من المالكي عنه قوله: إن تحالف العبادي مع «الحشد» شكل ضربة قوية للحزب ولا بد من العمل على استيعابها وإعادة رص الصفوف من جديد لخوض الانتخابات. وأحدثت هذه المفاجأة انقساما جديدا داخل الحزب، إذ اختارت بعض قيادات الصف الثاني عدم الانحياز إلى أحد الطرفين (المالكي أوالعبادي). في غضون ذلك، كشفت مصادر عراقية ل «عكاظ»، أن المالكي اجتمع مع صديقه وحليفه السابق هادي العامري أمين عام منظمة بدر وأحد أبرز قيادات الحشد، لصياغة تحالف واضح يعرقل تحركات العبادي داخل الحشد. وبحسب مراقبين، فإن لعبة الانتخابات في العراق حولت «الحشد الشعبي» إلى «بيضة القبان» في هذه الانتخابات، وباتت القوى والأحزاب السياسية تسعى لتحالفات انتخابية معه. وقد أعلن في بغداد أمس (الأحد)، التحالف بين ائتلافي «النصر» الذي يترأسه العبادي، و«الفتح» الذي يترأسه العامري، ضمن ائتلاف واحد باسم تحالف «نصر العراق». وكان العبادي أعلن في بيان له أمس، تشكيل «ائتلاف النصر» العابر للطائفية والتفرقة والتمييز، داعياً الكيانات السياسية العراقية الانضمام للائتلاف الذي من شأنه أن يتوجه للإعمار والإصلاح والمصالحة المجتمعية. ولفت إلى أن الائتلاف الجديد (النصر) سيحارب الفساد والمحاصصة. وقد أجل البرلمان أمس مناقشة التصويت على إجراء أو تنظيم الانتخابات إلى (الخميس). ويأتي التأجيل بسبب تنامي الخلافات بين الأطراف السياسية الساعي بعضها لإدخال تعديلات على قانون الانتخابات بينما ترفضها أطراف أخرى. فيما انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تحالف العبادي، مع الحشد.