وصل مبعوث الأممالمتحدة مارتن غريفيث إلى صنعاء أمس (السبت)، لإجراء محادثات مع الميليشيا الحوثية بهدف تسليم مدينة وميناء الحديدة سلمياً بناء على توصيات من مجلس الأمن الذي عقد اجتماعا مغلقا نهاية الأسبوع الماضي. ورفض مبعوث الأممالمتحدة الحديث للصحفيين عقب وصوله إلى صنعاء حيث توجه فوراً لعقد لقاءات مع قادة ميليشيات الحوثي، ومن المرجح أن يلتقي عبر شبكة تلفزيونية زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي. واستبقت قيادات الميليشيا تلك الزيارة بهجوم على المبعوث الأممي حيث وصفه رئيس ما يسمى باللجنة الثورية الحوثية محمد علي الحوثي بساعي البريد والفاشل. وقال الحوثي «نتمنى أن لا يمارس غريفيث مهام سلفه حتى لا يفشل»، فيما اعتبر المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام جهود غريفيث بأنها لا تختلف عن سابقه إسماعيل ولد الشيخ. وحكم متحدث الحوثي على زيارة المبعوث الأممي مسبقاً بالفشل المحتوم، مؤكداً أن أي مطالبات أو ضغوط «غير قابلة للنقاش»، في مؤشر عن رغبته في إفشال أي جهود لتحقيق السلام. وكان مبعوث الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ قد أوضح في وقت سابق أن المفاوضات مستمرة لتجنب مواجهات دامية داخل مدينة الحديدة. وأضاف في بيان «لدينا اتصالات دائمة مع كل الأطراف المشاركة للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الأطراف المعنيين». وقالت مصادر مطلعة في صنعاء ل«عكاظ» إن مبعوث الأممالمتحدة عرض على قيادة الحوثي استسلام اتباعها وتجنيب المدنيين في الحديدة الخطر مقابل السماح لهم بالخروج من المدينة سالمين، مبيناً أن رسائل أخرى شديدة اللهجة حملها غريفيث من المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى الميليشيا خصوصاً وأن اليمن يقع تحت البند السابع ولا يمكن الاعتراف بأي جماعة أو تنظيم يحمل السلاح في مواجهة الشرعية. من جهته، يرى رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين عبدالرحمن البيل تصريحات الميليشيا بأنها مؤشر خطير يبين أن لديها رغبة على الاستمرار في إراقة الدماء وعدم الانصياع لخيارات السلام. وقال: «إن الخيار المتاح للميليشيا الآن والذي يمثل إنقاذا لها، هو تسليم الحديدة والشروع في تنفيذ القرار 2216، فلم تعد الميليشيا تملك القدرة على السيطرة على الأرض بعد النجاحات التي حققها الجيش الوطني خلال أسبوع ونجاحه في تطويق الحديدة»، لافتاً إلى أن مهمة مبعوث الأممالمتحدة غريفيث في صنعاء تبدو مستحيلة في الظاهر إلا إذا كان يمتلك القدرة على تحقيق المعجزة.