أبلغ الرئيس اللبناني العماد ميشال عون ممثلي مجموعة الدعم الدولية للبنان أن عودة النازحين السوريين إلى بلادهم لا يمكن أن تنتظر الحل السياسي للأزمة السورية الذي قد يتطلب وقتا، وأن إمكانات لبنان لم تعد تسمح ببقائهم على أرضه إلى أجل غير محدد، نظراً إلى ما سببه ذلك من تداعيات سلبية على مختلف الصعد، لا سيما الوضع الاقتصادي حيث تجاوزت الخسائر التي لحقت بلبنان ما يقارب 10 مليارات دولار أمريكي. وقال عون لسفراء المجموعة الذين استقبلهم أمس (الخميس) في قصر بعبدا، «نعتقد أن الالتزامات السياسية تتغير مع المتغيرات التي تحصل ميدانيا، الأمر الذي يجعلنا غير قادرين على انتظار الحل السياسي للأزمة السورية حتى تبدأ عودة النازحين إلى بلادهم، لاسيما أن التجارب علمتنا أن الحلول السياسية للأزمات تتأخر سنوات وسنوات وعلى سبيل المثال لا الحصر، الأزمة القبرصية التي لم تحل بعد منذ 44 سنة، والقضية الفلسطينية التي مضى عليها 70 سنة ولا حل عادلا ودائما له». وأضاف الرئيس عون مخاطبا السفراء: «هناك فرق بين عودة النازحين والحل السياسي، ولبنان يرى أن هذه العودة باتت ممكنة على مراحل إلى المناطق التي باتت آمنة ومستقرة في سورية وهي تتجاوز بمساحتها خمس مرات مساحة لبنان، ومعظم النازحين في لبنان يقيمون في هذه المناطق التي أصبحت آمنة». وقال الرئيس عون: «نحن أوفياء للالتزامات التي قدمناها للنازحين السوريين وما نطالب به هو البدء بعمليات العودة ليس لأن لا إرادة لنا على استمرار استقبالهم، بل لأن قدراتنا لم تعد تسمح بذلك»، مبيناً أن حجم خسائر لبنان حتى الآن جراء النزوح السوري بلغ 9 مليارات و776 مليون دولار.