لمناسبة مرور سنة على انتخاب الرئيس اللبناني ميشال عون، صدر عدد من المواقف السياسية تضمن تقويماً لما أُنجز خلالها، إن على الصعيد الداخلي أو على صعيد العلاقات الخارجية في ميزان الأطراف المختلفة. وظهر عون على شاشات التلفزة مساءً في ندوة موحدة بين كل المحطات اللبنانية تحت عنوان «سنة من عمر وطن». وأجاب عن أسئلة رؤساء تحرير الأخبار فيها حول كل التساؤلات. واعتبر «لقاء سيدة الجبل» أنه «بعد سنة على تولي العماد عون الرئاسة، خرج لبنان بوضوح على اتفاق الطائف في شقه السيادي بدليل دفاع الرئيس عن سلاح حزب الله أمام المحافل العربية والدولية». وأكد «معارضته سلوك العهد الذي يمعن في الخروج على الدستور عن تصور وتصميم، وفي الوقت نفسه يطالب بتطبيق الدستور والاتجاه نحو قيام دولة مدنية على قاعدة المجلسين كما نص الطائف حرفياً». ولفت إلى أنه «لم تنته بعد السنة الأولى لرئيس الجمهورية، حامي الدستور، إلا وأجاز صراحة الإخلال بالدستور مرتين على الأقل، من خلال عدم إجراء الانتخابات النيابية الفرعية وبإقرار موازنة عام 2017 من دون قطع حساب»، مؤكداً أن «صمت أحزاب التسوية عن التجاوزات جريمة وطنية». ورأى النائب خالد زهرمان أنه بعد مرور سنة على انتخاب عون رئيساً «وعلى التسوية التي شهدها لبنان، رأينا الكثير من الإنجازات وكانت هناك بعض الإخفاقات وبعض المطبات التي تعترض العمل الحكومي». وقال في حديث الى إذاعة «الشرق»: «علينا ألا ننسى أن هناك الكثير من الإنجازات منها الموازنة وقانون الانتخاب وموضوع التعيينات». وأشار نقيب الصحافة عوني الكعكي إلى أن عون «أرسى في السنة الأولى من عهده الاستقرار الأمني والنقدي». وكان عون التقى وزير الدفاع القبرصي كريستوفوروس فوكاييديس أمس في حضور وزير الدفاع يعقوب الصراف، وأطلعه على «موقف لبنان من التطورات الإقليمية، لا سيما الحرب السورية ومعاناة النازحين السوريين والتحرك الذي يقوم به لتمكين النازحين من العودة إلى بلادهم»، شارحاً «التداعيات السلبية على لبنان نتيجة استمرار وجود النازحين على أرضه». وشكر «قبرص على المساعدات العسكرية التي قدمتها للجيش»، مثمناً «الدعم القبرصيللبنان في البرلمان الأوروبي». وأشار عون إلى «التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان»، داعياً «قبرص إلى دعم الموقف اللبناني الداعي إلى وضع حد لهذه الانتهاكات للقرار 1701 ووقف الممارسات العدوانية ضد لبنان». وعرض فوكاييديس ما تم التوصل إليه من اتفاقات للتعاون الثنائي ودعم الجيش اللبناني «الذي حقق إنجاز تحرير الجرود اللبنانية من الإرهابيين»، معتبراً أن «هذا الأمر لا يستفيد لبنان وحده منه بل دول المنطقة وأوروبا تحديداً». وأشار إلى أن «قبرص قدمت مساعدة مالية لكل من لبنان والأردن تبلغ قيمتها 2.3 مليون دولار في إطار برنامج الدعم للنازحين السوريين». وأكد «استمرار دعم بلاده قوات يونيفيل العاملة في الجنوب». والتقى عون وفداً من البرلمان الأوروبي للعلاقات مع بلدان المشرق العربي برئاسة ماريسا ماتياس، في حضور سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان كريستينا لاسن. وسلّمت ماتياس الرئيس اللبناني رسالة خطية من رئيس البرلمان الأوروبي أنطونيو تاجاني تضمنت دعوة الى زيارة مقر البرلمان في ستراسبورغ وإلقاء كلمة أمام النواب الأوروبيين. وأكدت ماتياس أن «البرلمان الأوروبي سيواصل دعم لبنان في المجالات كافة كما فعل في السابق مع إدراكنا صعوبة الوضع، لكننا لن نألو جهداً في مواجهة التحديات ومساعدة لبنان». وحيّت سعي عون وجهوده «لتحقيق الاستقرار وإقرار قانون الانتخابات وتحرير الأراضي اللبنانية من تنظيم داعش الإرهابي». وقالت: «يمكنكم الاعتماد علينا كأصدقاء». وأكدت «دعم البرلمان الأوروبي لاعتماد لبنان مركزاً أممياً لحوار الحضارات». وركّز عون «على المرحلة السياسية التي تلت انتخابه رئيساً والخطوات التي تحققت في مجال تثبيت الأمن والاستقرار في البلاد وانتظام العمل بالمؤسسات الدستورية». وأكد أمام الوفد أن «لبنان يعيش ظروفاً آمنة ومستقرة على رغم ما يجري حوله من صدامات لأن اللبنانيين قدموا مصلحة بلدهم فوق كل مصلحة على رغم التجاذبات السياسية التي يرعاها النظام الديموقراطي البرلماني في لبنان». وركّز على «ضرورة الوصول الى حل سياسي في سورية، لكن هذا الحل لا يبدو قريباً». ولفت إلى أن «لبنان لم يعد قادراً على الانتظار أكثر في ما يتعلق بمعاناة النازحين لأن هذا الأمر بات يشكل خطراً وجودياً». وتحدث عن الانتخابات النيابية التي ستجرى في أيار(مايو) المقبل، لافتاً إلى أنها «ستنتج مجلساً نيابياً جديداً». وطالب «الاتحاد الأوروبي بدعم مطلب أن يكون لبنان مركزاً دولياً لحوار الحضارات والثقافات والأديان». وزارت ماتياس على رأس الوفد الأوروبي وزير الخارجية جبران باسيل. وجرى بحث الوضع السياسي في لبنان والمنطقة وأزمة النزوح السوري إضافة إلى التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة.