كشف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الذي وصل إلى بيروت وبدأ جولة على المسؤولين المعنيين، أن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل طلب منه «إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم»، وقال إن جوابه «أننا نعتبر أنّ الظروف هناك لا تزال غير مهيأة لعودتهم، وما يحصل اليوم في الغوطة الشرقية دليل على ذلك. وعلينا الإستمرار في العمل على إيجاد ظروف أفضل للنازحين لتأمين عودتهم وناقشنا هذه التفاصيل، منها الظروف المادية، لا سيما أنّ أماكن عدة دُمّرت، إلى جانب تأمين الظروف الشرعية التي تحفظ المواثيق الدولية لحقوق الإنسان في سورية». وتأتي زيارة المسؤول الدولي في إطار التحضيرات لمؤتمر بروكسيل للمانحين الكبار لدعم النزوح السوري والمجتمعات المضيفة. وسمع غراندي من رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، أن «لبنان لم يعد قادراً على تحمل اعباء النازحين وتداعيات النزوح ما يستوجب تحرك المجتمع الدولي لتسهيل عودة تدريجية لهؤلاء إلى المناطق السورية الآمنة وتلك التي لم تعد تشهد قتالاً، من دون ربط تلك العودة بالحل السياسي الذي قد يتأخر بسبب التجاذبات والتدخلات الخارجية وما يشاع عن مخططات دولية تستهدف وحدة سورية». ونقل المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري أن غراندي قدّر «ما قدمه لبنان من رعاية واهتمام للنازحين»، مركزاً على «أهمية مؤتمر بروكسيل لدعم الدول والمجتمعات التي تستضيف النازحين». والتقى باسيل المفوض الاممي الذي قال: «الرسالة التي تود مفوضية شؤون اللاجئين إيصالها إلى العالم هي التذكير دائماً بأنّ هناك 5 ملايين ونصف من اللاجئين السوريين منتشرين في دول الجوار منهم أكثر من مليون نازح مسجّل من قبلنا في لبنان. ومن مهم جداً معرفة أن دعم لبنان مستمر دائماً، وأنّ الأزمة لا تعني فقط النازحين بل المجتمعات اللبنانية التي تستضيفهم». ولفت إلى «فرصة مؤتمر بروكسيل لمناقشة دعم لبنان في هذا الإطار». وقال: «بدأنا العمل في سورية لمواجهة التحديات، ونأمل بأن نكون حقّقنا تطوّراً كافياً في المنطقة عندما تستقر الاوضاع هناك بشكل تام، وسيكون بإمكان هذا الشعب اتخاذ القرار المناسب. ومن المهم جداً معرفة أنّ هذه العودة ترتكز على الارادة والحرية واتخاذ القرارات المناسبة بالنسبة إلى النازحين»، مشدداً على أن مسألة النازحين «تبدو معقدّة كليّاً».