بحثت إيطاليا اليوم الأربعاء عن فرصة أخيرة للخروج من اضطراب سياسي مستمر منذ ثلاثة أشهر إذ سعى أكبر حزب فيها لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب رابطة الشمال اليميني. وتخلى حزبا حركة (5-نجوم) ورابطة الشمال المعارضان للمؤسسات عن خطط لتقاسم السلطة مطلع هذا الأسبوع بعدما رفض رئيس البلاد مقترح الحزبين لتشكيل الحكومة. وربما يدفع رفض الرئيس سيرجيو ماتاريلا ترشيح باولو سافونا (81 عاما)، ذي المواقف المتشككة تجاه الاتحاد الأوروبي، لمنصب وزير الاقتصاد البلاد إلى إعادة الانتخابات وهو ما قد يستتبعه الإضرار بالأسواق المالية الإيطالية. وقال مصدر مقرب من حزب حركة (5-نجوم)، أكبر حزب في البرلمان الجديد، إن الحزبين يحاولان حاليا إيجاد حل وسط بشأن مرشح آخر لمنصب وزير الاقتصاد. وعبر كارلو كوتاريللي المكلف برئاسة الوزراء عن اعتقاده بقرب حل هذا المأزق. ولدى كوتاريللي خطط لإعادة الانتخابات بعد فصل الصيف. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية للأنباء عن كوتاريللي قوله "ظهرت احتمالات جديدة بشأن ولادة حكومة سياسية". وأضاف "هذه الظروف، والتي تضع في الاعتبار أيضا التوتر في الأسواق، جعلتني أنتظر وقوع مزيد من التطورات". غير أن زعيم حزب رابطة الشمال ماتيو سالفيني، والذي تدفعه استطلاعات الرأي بقوة إلى مركز متقدم، استبعد فكرة أن حزبه وحزب حركة (5-نجوم) سيسعيان مجددا لتولي السلطة قائلا إنه ينبغي إعادة الانتخابات في أقرب وقت ممكن. وقال سالفيني للصحفيين "أفضل وسيلة للخروج من هذا المأزق والارتباك هي إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن". وأبدى سالفيني انفتاحا على فكرة تشكيل حكومة مؤقتة تقود البلاد على مدى بضعة شهور قائلا إن إجراء انتخابات في نهاية شهر يوليو تموز ربما يكون مزعجا للعمال الموسميين. ودعا سالفيني رئيس البلاد لاتخاذ الخطوة الأولى "وأن يشرح لنا كيف بإمكاننا الخروج من هذا الوضع". وقال مصدر في حزب رابطة الشمال إن الحزب لن يعوق أي حل سياسي سريع من شأنه مساعدة إيطاليا على التعامل مع أي "طوارئ" محتملة. وفي حالة استمرار المأزق فإن إيطاليا قد تشهد انتخابات جديدة في وقت تطالب فيه معظم الأحزاب الرئيس بحل البرلمان وإجراء الانتخابات في 29 يوليو تموز على أقرب تقدير. وأظهر استطلاع للرأي أجري في الآونة الأخيرة أن حزب رابطة الشمال سيحصل على نحو ربع أصوات الناخبين وكانت نسبة التأييد له في استطلاع أجري في الرابع من مارس آذار هي 17 في المئة. كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة إبسوس في 16 و17 مايو أيار ونشرته صحيفة كورييري ديلا سيرا استقرار التأييد لحزب حركة (5-نجوم) عند نسبة 32.6 في المئة وهو ما يعني أغلبية مريحة له ولحزب رابطة الشمال إذا سعيا مجددا لتولي السلطة. وهز هذا التصور الأسواق المالية إذ تراجع اليورو إلى أدنى مستوى له منذ شهور بسبب مخاوف من أن تسفر الانتخابات المبكرة عن تشكيل حكومة إيطالية ذات موقف متشكك تجاه الاتحاد الأوروبي.