«لأول مرة أتحدث معكم وأنا على السرير الأبيض مريض في مستشفى الملك فيصل التخصصي أعاني من المرض الخبيث والذي لن ينجلي إلا بالدعاء».. لم يكن يعلم الإعلامي والكاتب الاقتصادي عبدالعزيز بن مهنا المهنا، أن الفاصل بين الرسالة التي كتبها على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» وبين وفاته أيام معدودة، بعد أن غيبه الموت أمس الأول (الأربعاء). وتنقل الراحل في حياته العملية بين محطات عدة، كما عمل رئيساً للقسم الاقتصادي بوكالة الأنباء السعودية سابقاً، ويشهد له مشواره الصحفي وثقافته العالية تميزه في التحليل الاقتصادي والسياسي، كما كان عضواً في الجمعية العمومية لنادي الرياض الأدبي. وللراحل مؤلفات عدة بين الرواية والقصة والسياسة، ووثق رحلته مع المرض الخبيث عندما انتصر عليه في جولته الأولى قبل سنوات عدة من خلال كتاب «رحلتي مع الموت»، في القصة له «الخادمتان والأستاذ»، «غادة الكويت»، وفي السياسة «الجماعة الأوروبية ودول الخليج أيها أكثر حاجة للآخر»، «البوسنة والهرسك القضية والمأساة»، «فلسطين وإسرائيل.. دراسة لواقع الأرض والدولة في ظل المعطيات التاريخية والدينية والمتغيرات السياسية»، «السودان وسط اللهب». كما ألف في الاقتصاد، إضافة إلى مقالاته الصحفية، وألف كتاب «الموسوعة المصرفية السعودية»، وهي موسوعة تعنى بدراسة ورصد ومتابعة تاريخ الحركة المصرفية في المملكة العربية السعودية. وأدى جموع من المصلين أمس (الخميس) صلاة الميت على الفقيد عبدالعزيز المهنا بعد صلاة العصر في جامع الراجحي، ثم دفن في مقبرة النسيم بالرياض.