في كل يوم ينشأ مالا يقل عن 20 مشروعا بأفكار مميزة ومبتكرة من شابات وشباب الأعمال أصحاب المشاريع المنزلية أو الصغيرة، فبالتأكيد كل صغير سيكبر، ولكن ليس بعشية وضحاها يحتاج لمزيد من الصبر، التحمل، دراسة المشروع بكافة أبعاده، والكثير من الدعم المعنوي خصوصا من الأقرباء. اليوم نرى مشاريع كثيرة لم تكمل شهورها الأولى، إلا وقد أهملت أو أغلقت، والسبب في ذلك عدم النهوض والإصرار بعد أول سقوط، والفشل لسوء دراسة المشروع أو التعجل بتنفيذه، في حين أغلب الشركات الكبرى إن لم تكن كلها بدأت في أصعب وأقهر ظروف ممكن للإنسان أن يمر بها، ومع ذلك لم تتوقف كبرت وصبرت حتى ذاع صيتها، فمثلا نورة المقيطيب صاحبة مطعم «نوريات» بدأت بتأليف كتب الطبخ ومن ثم أنشأت أول مطعم نسائي وأخيرا رشحت لتكون المشرفة على مائدة ضيوف خادم الحرمين في القمة 29، وأيضا نايف العتيبي وزملاؤه حينما قرروا إنشاء محل متنقل لصيانة الجوالات لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لهم في بادئ الأمر وغيرهم الكثير. جزء من اقتصاد بلادنا قائم بجهودنا، لن تكسرنا كلمة ولن يتوقف حلم بنيناه منذ سنين لأجل حصى صغيرة تعثرنا بها، لن يؤثر بنا سوى دعم قوي وكلمة مشجعة، فلذة الإنجاز وتحقيق الحلم تمحو جميع العثرات والكلمات المحبطة والخسارات السابقة، نصيحتي لكل من لديه مشروع وتركه لأي ظرف مر به، تمسك بأفكارك وآمن بها حتى وإن بدا لك صعب تنفيذها ففي يوم من الأيام ستقول: «لم يكن الأمر سهلا لكني فعلتها» فنحن كما وصفنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود «شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمانُ مستقبلها بعون الله» نحن لها.