أوضح الناقد الدكتور سعد البازعي أن الترجمة ليست دائما عملية خالية من تأثير الأيديولوجيا وصراع المصالح والسعي لإحداث تغييرات تخدم أجندات سياسية. وطرح البازعي في محاضرة بعنوان «سياسات الترجمة» نظمتها الجامعة الأمريكية في الأردن أمس (الثلاثاء)، عددا من الأمثلة منها معاهدة «وايتانجي» التي تمكنت بموجبها بريطانيا المستعمرة من السيطرة على الجزيرة التي تحولت لاحقا إلى نيوزيلندا، وذلك بكتابة معاهدة بالإنجليزية تجيز سيطرة الإنجليز، بينما ترجمت المعاهدة للغة السكان الأصليين بحيث لا يدركون ما خطط له المستعمر، فوافقوا عليها وخسروا أرضهم. كما كان من بين الأمثلة الكيفية التي وظفت فيها الصين الترجمة لإحداث تغييرات اجتماعية وأيديولوجية في تاريخها الحديث. وشهدت المحاضرة نقاشا ثريا بين البازعي والأساتذة والطلبة الأردنيين والعرب في جو ودي وعلمي. وكان البازعي قد شارك مساء أمس الأول (الإثنين) في تكريم الكاتب العربي، الفلسطينيالأردني إبراهيم نصر الله في مؤسسة شومان بعمان بعد فوزه بجائزة البوكر. وقال إن المناسبة أسهمت في تعميق اسم فلسطين وحضورها وإسهامها الثقافي في وقت أراد الاحتلال الإسرائيلي محوها من الذاكرة. وأضاف: «كان مؤلما دون شك أن يجري احتفال عربي أثناء تساقط القتلى على حدود غزة، لكن العزاء يكمن في أن الاحتفال كان بفلسطيني أسهم في مقاومة العدو بالإبداع، إذ إن إبراهيم نصر الله اسم فلسطيني يضاف إلى عمالقة فلسطين الكثر الذين سبقوه: كنفاني ودرويش وإحسان عباس وغيرهم ممن عمقوا حضور فلسطين في الذاكرة».