استعرض الدكتور سعد البازعي «سياسيات الترجمة» أو المضمون السياسي للترجمة، مستدلا بعدد من الأمثلة التي توضح أن الترجمة ليست دائما خالية من تأثير الأيديولوجيا وصراع المصالح، والسعي لإحداث تغييرات تخدم أجندات سياسية. وطرح البازعي، خلال محاضرته في الجامعة الأميركية بالأردن، عددا من الأمثلة منها معاهدة «وايتانجي» التي تمكنت بموجبها بريطانيا المستعمرة من السيطرة على الجزيرة التي تحولت لاحقا إلى نيوزيلندا، وذلك بكتابة معاهدة بالإنجليزية تجيز سيطرة الإنجليز، بينما ترجمت المعاهدة للغة السكان الأصليين بحيث لا يدركون ما خطط له المستعمر، فوافقوا عليها وخسروا أرضهم. كما كان من بين الأمثلة الكيفية التي وظفت فيها الصين الترجمة لإحداث تغييرات اجتماعية وأيديولوجية في تاريخها الحديث، هذا بالإضافة إلى أمثلة أخرى، التي أثارت نقاشا موسعا عقب المحاضرة بينه وبين الأساتذة والطلبة الأردنيين والعرب والأجانب في جو ودي وعلمي.