لم يخطر ببال عدد كبير من المواطنين أن تتحول المنطقة التي تربط الرياض بالمحافظات الغربية المعروفة ب«القدية» إلى أكبر مدينة ترفيهية ورياضية في العالم، إلا بعد أن أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن المشروع قبل أشهر، لتكون «القدية» منطقة مستقبلية لسكان غرب الرياض والمحافظات المجاورة لها والسعودية عموماً. ومنطقة القدية سلسلة جبلية متنوعة التضاريس، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى طريق أبا القد الذي يصل الرياض بالجهات الغربية وهو طريق للجمال والخيول والقوافل، ونسبت تسميتها إلى القدود أو الحبال التي تربط بها الجمال حتى لا تفقد سيطرتها على المشي في تلك المنطقة الجبلية. ومنذ سنين طويلة وطريق «القدية» معلم من معالم الرياض، كونه البوابة الغربية للعاصمة، ومفردته لا تفارق الألسن، ومنظره المهيب مثار إعجاب، كون عجلة التنمية السعودية مرته، وجعلته طريقاً مشهوراً لزوار وسكان الرياض. ومنذ إعلان المشروع الأكبر في العالم من نوعه، شهدت أحياء غرب الرياض والمناطق القريبة نظرة مستقبلية في مجالات عدة، وانتعاشاً في الحركة التجارية، كونها ستكون الأقرب للمشروع من غيرها، خصوصاً أن مدينة «القدية» الترفيهية والرياضية ستساهم في خلق عدد كبير من فرص العمل، وتزيد من نشاط السياحة، ومنطقة لجذب المستثمرين، ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن. ويجمع مشروع القدية الترفيهي التاريخ والحضارة، لما يحتويه من موقع مميز في غرب العاصمة السعودية، وتشكيلات جبلية ستكون مقصداً للسياح وسكان العاصمة، ومدينة عالمية، لتؤكد المعنى الحقيقي للعزيمة والإرادة لدى سكان الجزيرة العربية في تجاوز تلك السلسلة الجبلية بالجمال والسيارات، والآن يحولونها إلى مدينة ترفيهية ورياضية وثقافية تتفوق على مثيلاتها في جل دول العالم.