«لن أعود لأرى آثار دماء بناتي في المنزل»!. هكذا اختارت النيجيرية (ف.خ)، لنفسها واقعا جديدا، بعدما عايشت يوماً عصيباً، أمس الأول (الأحد)، انتهى بنحر بناتها الثلاث بسكين أبيهن، فيما نجت هي ب«فزعة الجيران» في حي الروضة بمكةالمكرمة، بعدما علا صوتها مستنجدة بمن حولها، لكنهم حضروا وأنقذوها، فيما سبق السكين الصراخ، وسقطت الزهور الثلاث مضرجات في دمائهن داخل المنزل. «عكاظ» حاولت التعرف من أم القتيلات على تفاصيل أحداث «ما وراء الجدران»، التي انتهت بجريمة قتل بشعة، فلم تتماسك نفسها وبدت تروي أصعب لحظات حياتها، فيما الدموع تتدفق من مقلتيها، وكأن الرواية باتت تتحول لحالة «هذيان» فتخرج الكلمات بلا «ضابط ولا رابط». علا صوتها وهي تقول «قتلهم، ولن أعود لأرى دماءهن على بلاط المنزل». سألناها إن كان الخلاف بينها وبين زوجها اتسع ليصل إلى مرحلة الانتقام من الأبناء، فلم تشغل نفسها بالسؤال، وراحت تسرد على الملأ كيف وقعت الجريمة. قالت «كنا جميعا نائمين في الصباح، وفجأة شعرت بأنه بدأ في إيقاظ البنات الثلاث، فاستغربت منه العمل الذي يعد على غير العادة، فسألته سريعا للاستفسار عن السبب، فرد بكل برود، بأن والده -جد البنات- قادم، ويجب أن يسلمن عليه»، عندها اعتبرت الأم أن التصرف طبيعي، وإن كانت لم تحسن الظن به، رغم أنها لم تر أي أداة حادة أو سكيناً أو أي سلاح بحوزته. وتواصل: «اصطحبهن من غرفة إلى أخرى، فتبعته لأتقصى ما يحدث، لأجده وقد تحول فجأة إلى شخص آخر، وانهال عليهن ذبحاً لتسقط الأولى في لحظة أسرع من البرق». لم تشعر الأم بنفسها وهي تحاول أن تسعف الطفلة المضرجة بالدماء، فلم يدعها بجبروته وقوته أن تصل إلى هدفها، وأضافت «دفعني لأسقط أرضا، وأصبت بحافة السكين الذي يحمله، لكنني زحفت لأصل إليه مجددا، لكن سكينه كانت أسرع من زحفي، فأجهز على الأخريين في غمضة عين». عندها ألجمت الصدمة صراخ الأم، وأيقنت أنه لا فائدة إلا بالصراخ خارج المنزل، ركضت نحو الباب للاستعانة بالجيران، فوجدته موصدا، فاتجهت صوب خزانة ملابسها لخطف مفاتيحها والهرب للخارج، فشعرت به يخرج من «غرفة الموت»، ويحمل المفاتيح ليتجه صوب الباب الخارجي، وخرج. تضيف الأم المكلومة بأنها بدأت في الصراخ والصراخ، فيما كان شبح الأب القاتل يودع المنزل، عندها تجمع بعض الجيران، ليروا المشهد على حقيقته، ويخبرهم بما حدث. وتتذكر الزوجة كيف عايشت حياة مرة مع الأب، وتحملت من أجل بناتها، «رغم الظروف المعيشية الصعبة، التي كنا لا نجد فيها أي أموال لتغطية حاجات المنزل، إذ إن راتبه التقاعدي لا يكفي، وكان يعمل في وظيفة أخرى براتب يصل إلى 4 آلاف ريال، لكن الديون تراكمت علينا، منها إيجار المنزل الذي دخل شهره الثالث دون أن يسدده، إضافة إلى مقابل المشتريات من البقالة التي كان يسحب منها». ولا ترى الزوجة أي امتداد أو أبعاد للخلافات الزوجية التي حدثت بينهما طيلة حياتها معه، ولم تشعر بأي تغيير على تصرفاته طيلة حياتها معه، وقالت «كانت خلافات عادية جدا، وإذا حدثت أعادني إلى منزل جدتي حيث تربيت هناك معها وخالتي، ثم يعود بعد أيام ليأخذني لاحقا وتعود الحياة لطبيعتها». بح صوت الزوجة، وتوقفت عن الحديث، قبل أن تطلق عباراتها الأخيرة، «لن أعود لأرى الكابوس داخل الشقة، سأبقى هنا في منزل جدتي».