شهدت قرية (الحلاقي) التابعة لمركز طما بمحافظة سوهاججنوب مصر جريمة قتل بشعة, انهال رجل على بناته السبعة طعنا بالسكين والمنجل في مشهد مأساوي, فقتل خمسة واصاب اثنتين بإصابات بالغة. ألقى الجيران القبض على الاب القاتل, الذي أرجع سبب ارتكابه الجريمة لكي ينتقم من زوجته ويحرق قلبها على بناتها, فضلا عن انه يكره انجاب البنات, وان زوجته انجبت له 7 بنات, ولم تستطع ان تنجب ولدا يحمل اسمه من بعده كعادات أهل الريف خاصة الصعيد! الجريمة البشعة وقعت في الساعة الرابعة فجرا.. في منزل عبدالناصر ابراهيم محمود حيث كان كل شيء يسير بشكل طبيعي.. فبعد عودته من الاسكندرية جلس لتناول طعام الافطار مع بناته السبع, وتجاذب معهن اطراف الحديث وطلبت منه ابنته الكبرى ان يذهب معها الى والدتها الغاضبة في منزل اسرتها حتى يعيدها الى المنزل, ولكنه رفض, فعاودت الابنة ومعها شقيقتها مطالبته بنفس الطلب.. لكنه اصر على موقفه. لم تجد الابنة (سمر) سوى استخدام شقيقاتها الصغار للتأثير على قلب الاب, ولكنه اصر على موقفه, وهنا استأذنته الابنة الكبرى ان تصطحب شقيقاتها معها لزيارة والدتها وقضاء عدة ساعات معها, فوافق هذه المرة وبالفعل انطلقن الى والدتهن, وهناك ايضا طلبن من الام العودة معهن الا انها رفضت.. كما رفض الجد عودتها مع بناتها وقال لها زوجك هو الذي يجب ان يحضر ليصالحك, لانه هو الذي قام بطردك من المنزل.. وبعد وقت طويل من تبادل الحديث بين البنات وامهن طلبت (سمر) مغادرة المنزل والعودة الى والدها لانه شدد عليها بعدم التأخير عن المنزل.. وعادت الابنة وشقيقاتها الى المنزل واستغرقن في نوم عميق عدا الابنة الكبرى (سمر).. جلست بجوار والدها على حصيرة صغيرة.. وقصت له الحوار الذي دار بينها وبين والدتها فاندفعت الدماء الساخنة في عروقه وطلب من ابنته ان تخلد للنوم.. وفي الساعة الرابعة صباحا استيقظت (سمر) وثلاثة من شقيقاتها لاداء صلاة الفجر, وتوجهت احداهن الى غرفة الاب لتوقظه لكنها وجدته مستيقظا, وبعد صلاة الفجر, عدن الى غرفة النوم ولم تمض دقائق معدودة الا ويدخل الاب وفي يده اليمنى سكين ويده اليسرى (منجل) وانهال بهما طعنا على اجساد بناته الصغيرات, حاولت الابنة الكبرى (سمر 15 سنة) الهروب لكنه لحق بها وقتلها وحاولت شقيقتها (اسراء) الهروب ايضا الا انه امسك بها ايضا وعاجلها بعدة طعنات نافذة بالبطن والصدر فلقيت مصرعها على الفور, ثم اجهز على (فاطمة 8 سنوات) و(زينب 7 سنوات) ثم (اميرة 13 سنة) بينما نجت (ايمان 4 سنوات) و(عائشة 3 سنوات) من القتل بأعجوبة. في هذه الاثناء شعر الجيران باستغاثات وصراخ البنات وحاولوا انقاذهن وتمكنوا من الامساك بالاب المتهم وابلغوا الشرطة, الغريب ان بعض الجيران اكدوا انهم كانوا يسمعون بكاء البنات يوميا, لكن وقت الجريمة كانت الاستغاثات تصدر من كل البنات في وقت واحد! بدأت فصول الجريمة في التكشف عندما تلقى اللواء جمال الجوهري مدير امن سوهاج بلاغا من الاهالي بالعثور على جثث الضحايا وسط بركة من الدماء داخل مسكن الاسرة. انتقل على الفور الى موقع الحادث ضباط المباحث الجنائية وتم القبض على الاب المتهم واعترف تفصيليا بارتكاب الجريمة, واحيل للنيابة التي امرت بحبسه. ادلى الاب القاتل باعترافات تفصيلية وقال: انه ارتكب الحادث بسبب كراهيته الشديدة لزوجته التي حولت حياته الى جحيم طوال 17 عاما حيث كانت تسعى دائما لفرض سيطرتها على المنزل وتتعمد اهانته امام بناته, ونفى في التحقيقات انه قتل بناته لانه يكرهن لكنه قتلهن انتقاما من زوجته وحتى يحرق قلبها عليهن. وقام المتهم بتمثيل ارتكاب الجريمة وابدى اسفه على عدم وجود زوجته في المنزل ليلة الحادث لانه كان يريد ان يقتلها. (اليوم) انتقلت الى مسرح المجزرة البشعة بقرية الحلاقي التي تبعد حوالي 5 كيلو مترات عن مدينة طما.. تلك القرية الهادئة ذات المنازل المتلاصقة في قلب القرية علاوة على بعض المنازل المتفرقة وسط الزراعات. اهالي القرية والقرى المجاورة لا حديث لهم سوى هذه الجريمة البشعة.. سألنا عن المنزل التي وقعت فيه المجزرة.. اصطحبنا احمد عثمان (محمد 59 سنة) مزارع وهو كبير العائلة بقرية الحلاقي.. وداخل منزل صغير لا تتعدى مساحته 70 مترا مكون من غرفتين صغيرتين في احداهما كان يقيم الاب اما الغرفة الثانية فكانت البنات السبع يقمن فيها بينما الطابق الثاني غير مكتمل! اما الغرفة التي شهدت المذبحة فهي غرفة لا يتعدى طولها 4 امتار وعرضها 4 امتار ايضا.. بها حصيرة بلاستيك ووسادة واحدة.. الحصيرة تغير لونها بسبب بركة الدماء التي غطتها.. الوسادة البيضاء تحولت الى حمراء.. المشهد مرعب.. الاهالي يعيشون حالة خوف ورعب مما حدث.. البعض يؤكد ان الاب رجل طيب.. اما البعض الآخر فيؤكد ان المتهم كان لا يحرص على الصلاة.. وانه كان دائم الشجار مع زوجته بسبب عدم قدرتها على انجاب الولد.. لكنه كان لا يعلم ان انجاب الذكور والاناث ليس من الزوجة ولكنه من الزوج.. وكعادة اهل الصعيد يحبون الاولاد ويكرهون البنات.. لان الاولاد (عزوة) كما قال البعض. الزوجة تروي المأساة والتقينا بالزوجة المكلومة (عطيات علي بكر) وقالت: منذ زواجي وانا اعيش مع زوجي عيشة لا ترضي احدا, فقد كان دائم التعدي علي بالضرب انا وبناتي ودائما يعايرني باني لم انجب له الولد, لقد تركت منزله غاضبة الى منزل اسرتي.. لانه كان دائما يوثق البنات بالحبال ليلا ويضربهن جميعا, لدرجة انني طلبت منه الطلاق اكثر من مرة لكنه كان يرفض بعناد, وكنت اخشى على بناتي, رغم قيامي بإنفاق كل ما املك من اجل الحاق بناتنا بالتعليم كما بعت مصوغاتي لمساعدته في نفقات المنزل. الزوجة تروي القصة وهنا يروي ل(اليوم) احداث الجريمة