الكل يحن إلى مسقط رأسه الذي شهد ولادته وإبصاره لنور الحياة وإن اختلف الزمان والمكان.. وكثيراً ما تغنّى الشعراء بأول منزل ألفوه فأحبوه وتمنوا الاقامة فيه مدى الحياة لولا أن مصاعب الحياة وشقائها التي تجبر الانسان على فراق بلده ووطنه، وربما أعز من يحبهم من الوالدين والإخوة والأهل والأحبة بحثاً عن لقمة العيش أو طلب العلم أو أحد مشاغل الحياة المتعددة، وبعد ألم الفراق ولوعته يخلوا المرء بنفسه فيسكب العبرات متذكراً تلك الأيام الخوالي التي عاش حلاوتها مع من يحبه قلبه ويألفه متذكراً قول الشاعر «المتنبي»: نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحب إلاّ للحبيب الأول كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل فالحنين الى مسقط الرأس أمر فطري عالق في ذهن كل انسان.. فما المقصود بمسقط الرأس؟.. انه المكان الذي ولد فيه المرء ودبت فيه الحياة، حيث يعبّر عنه بمسقط الرأس لأن أول ما يخرج من المولود عند الولادة من بطن أمه الرأس والذي تتلقفه أيدي من يتولى عملية اتمام الولادة.. قصص عديدة تختزلها ذاكرة الكثيرين من كبار السن الذين عايشوا تلك الفترة من الولادة قديماً قبل انتشار المستشفيات، وقبل أن تعرف بلادنا الطب الحديث.. تحمل تلك القصص بين طياتها المعاناة والبعض منها لا يخلوا من الطرافة. تجهيز غرفة في أقصى المنزل ووضع «التراب» أرضاً وحبل في أعلى السقف تتمسك به أثناء «الطلق» أبشر يابو فلان والحقيقة أن عملية الولادة كانت تتم بشكل طبيعي وبدون تدخل طبي خارجي، بل تخضع غالباً لعامل الخبرة المتراكمة عبر السنين من قبل (القابلة) أو (الداية) -كما يسميها بعض العامة- التي استطاعت وبفضل الله تعالى أن تتولى عملية اتمام الولادة بكل يسر وسهولة وأمان.. فكم تكون الفرحة على محياها كبيرة جداً وهي تزف البشرى للأباء بقدوم مواليدهم الجدد للحياة وهم بصحة جيدة وأمهاتهم أيضاً؛ فتقول (أبشر يابو فلان جالك ولد) أو (جالك بنت زي القمر)؛ فيقابل فعلها الطيب بالشكر والدعاء والمكافأة التي تختلف من شخص الى آخر حسب الحالة المادية للأسرة. ولازال البعض كغيري يتذكر الدراما في المسلسلات العربية التي تصور وقت وضع المرأة مولودها في ظل عدم وجود المستشفيات بحالة الاستنفار، حيث يعلوا صوت المرأة الحامل التي على وشك الوضع ويسمع صرخاتها وولولتها القاصي والداني من الجيران؛ وكاستجابة طبيعية من الزوج فانه يجري على عجل وفي وجل لإحضار (الداية) التي تشمّر عن ساعديها وهي تدخل الغرفة التي وضعت بها المرأة التي على وشك وضع مولودها، وكأنها داخلة لتفض عراك جرى بين اثنين متعاديين، وترفع صوتها قائلةً (هاتوا لي ماء ساخن)؛ فتجد كل امرأة في البيت تسابق الأخرى وقد حملت على رأسها قدر به ماء حتى لتظن أن في داخل هذه الغرفة حريق يجب على الجميع اخماده بسرعة قبل أن ينتشر ويلتهم بقية المنزل بمن فيه. معاناة الأم في الولادة أكبر من أن يوصف ولكن يبقى البر بها كفارة للألم ولا أزال كغيري من الناس يستغربون علاقة هذا الماء الساخن في عملية الولادة.. فلماذا كل هذا الماء..؟، وماذا تعمل به (الداية)؟.. سؤال محيّر سيجعل من علامات الاستفهام التي تعلوا رأسك كما علت رأسي كثيراً من قبل، وتجعلك تتلمس الجواب الشافي، ولعل الجواب عن ذلك هو في ثلاثة أمور: الأول منها تطهير موضع الولادة وتعقيمه وفي الوقت نفسه يعمل على ارتخاء العضلات ليسهل نزول الطفل، أما الأمر الثاني فهو لتعقيم الأدوات المستخدمه في الولادة، حيث يكون هذا الماء الحار كمعقم للسكين الذي يقطع به الحبل السري مثلاً، وأما الأمر الثالث والأخير فان الماء الحار يغمس به قطعة قماش من القطن ينظف بها المولود حال نزوله كما تنظف المرأة بد ذلك من آثار الولادة. ولادة طبيعية كانت الولادة تتم قديماً في البيوت وتكون طبيعية بعيداً عن المستشفيات التي لم تكن معروفة في القرن المنصرم.. وكان الذي يتولى عملية التوليد هن قريبات الحامل أو جاراتها أو ممن كان لها خبرة طويلة من النساء الكبيرات؛ ممن يحتسبن الأجر لوجه الله تعالى فيتطوعن لهذا العمل بدون مقابل، وإن كان بعض الموسرين يغدقون عليهن من المال والهدايا والعطايا فرحة بقدوم المولود، خاصة إذا كان ذكراً أو المولود البكر نظراً لكون الذكر هو من يحمل اسمهم ويعينهم على مشاق الحياة، وقد تحمل المرأة ويفاجئها المخاض وهي بكر فلا تعلم ماذا تفعل فلا تجد أمامها إلاّ الاستعانة بأمها التي عركتها الحياة وجعلت منها الخبيرة التي تكون خير عون لابنتها في اتمام عملية الولادة. ولادة في «صندوق سيارة» وأخرى «تحت شجرة» وبعد يومين تنهض المرأة للعمل وتنجز واجباتها المنزلية طريقة الولادة عندما تحس المرأة قديماً بقرب موعد الولادة؛ فإنها تستعد لذلك الأمر فيتم اختيار أحد غرف المنزل القصية والبعيدة عن ارتياد الأطفال ويتم وضع تراب في أرضيتها وذلك لعدم وجود فرش لتتم عملية الولادة عليها ومن ثم التخلص منه هذا التراب بعد الولادة؛ فقد كانت حياتهم قاسية ولا يفرطون في أي قماش لديهم دون استغلاله حتى يتحلل بمعنى هذه الكلمة القاسية كقساوة الحياة التي عايشوها، وقد يعلّق حبل من قطن في أحد اخشاب سقف الغرفة القوي وتتمسك به المرأة وتتدلى به ليساعدها على سرعة الولادة، وبعد أن تتم عملية الولادة يتم كنس الغرفة من هذا التراب وما علق بها من أثار الولادة وبقاياها ويتم القاؤه بعيداً عن البيت، وفي ظل عدم وجود الكهرباء فان الناس كانوا يستخدمون ليلاً السراج للإضاءة واذا عدم فيتم اشعال سعفة نخل من اجل الرؤية، واذا وضع المولود فيتم قطع الحبل السري بسكين وغالباً ما تكون مغسولة بماء حار لتعقيمها، وإن لم يكن والد الطفل موجوداً فإن أول من يسمع الخبر يطير الى الأب ويخبره بانه قد رزق مولوداً فيحظى بالبشارة والتي تكون عادة من النقود. عملية قيصرية العديد من الأمهات الحوامل قديماً قبل انتشار الطب الحديث وانتشار المستشفيات يتعرضن الى عسر الولادة، كأن يخرج الطفل معترضاً أو تخرج رجليه أولاً مما يسبب عسر الولادة ووفاة الجنين وفي أغلب الأحيان الأم معه، وقد تكون بعض النساء تملك حوضاً ضيقاً لا تستطيع الولادة الطبيعية قطعياً، مما يتسبب الأمر في وفاة جنينها وسط بطنها ومن ثم تموت معه أثناء الولادة دون علم أقرب الناس اليها، ومع تطور العلم الحديث عرف الناس الولادة بالعملية القيصرية وهي عملية جراحة يتم فيها شق جدار البطن والجزء السفلي من الرحم واستقبال المولود الجديد من خلاله، وكثيرون إن لم نقل الجميع يعتقدون بأن اسم العملية القيصرية انما أتى من ولادة الإمبراطور الروماني (يوليوس قيصر) الذي كان أول من ولد بها، ولكن الوقائع التاريخية تفيد بأن قيصر روما ولد بالطريقة الطبيعية وأن لا علاقة للاسم بالحدث لا من قريب ولا من بعيد، وكل المسألة أن الاسم ارتبط بترجمة العمل الجراحي وكيفية وضعه موضع التنفيذ من اللغة اليونانية، فالقيصرية تعني الشق أو القطع الذي يلجأ اليه الطبيب من أجل انقاذ حياة الأم أو الطفل، وسواء كان القيصر هو سبب التسمية أم لا، فالمهم في الموضوع هو العملية القيصرية بحد ذاتها، فهذه ليست حديثة العهد بل عُرفت منذ القدم، وتشير المعلومات الى أنها كانت منتشرة في العصر الروماني، اذ كانت تطبق على المرأة المتوفية في الأسابيع الأخيرة من الحمل بهدف انقاذ الجنين، وظلت القيصرية من العمليات الخطرة البالغة التعقيد حتى مطلع القرن العشرين، حيث كانت تنتهي غالباً بكارثة قلّما ينجو منها الجنين أو الأم، ولكن في عصرنا هذا باتت من العمليات السهلة بفضل تقدم التقنيات الجراحية وعمليات نقل الدم واستعمال المضادات الحيوية وتطور وسائل التخدير، وغدا احتمال وقوع الخطر جراء تنفيذها لا يتعدى الواحد في الألف، فبعض النساء لا يمكن أن تلد طبيعياً نظراً لضيق الحوض وبهذه الطريقة كتب الله لهن النجاة ولمواليدهن وصار من الممكن لها أن تنجب العديد من الأطفال دون خوف عليها أو خطر على جنينها. «فقش التوم» يُطلق على الطفل الناجي بعد أن مات أخوه.. وعملية «القيصرية» أنقذت الأمهات من الموت «فقش التوم»! عرفت الولادات القديمة التي تُجري في البيوت حالة وضع توائم عديدة، حيث تلد المرأة بمساعدة (الداية) مولوداً وتتفاجأ بوجود آخر فتقوم باتمام الولادة، وفي أحد حالات الولادة قامت (الداية) باستخراج مولود ذكر فذهبت لتنظيفه بعد قطع حبله السري وتركت الأم قليلاً ولما عادت اليها وجدت طفلاً آخر قد طلع رأسه ولكنه قد فارق الحياة لتأخر سحبه، وعادة ما يطلق على الناجي من الأطفال التوائم لقب (فقش التوم)، وفي حالة نادرة شهدت أحد المنازل منذ مئة عام ولادة ثلاثة توائم ذكور بصحة جيدة وقد كانت تزوجت هذه المرأة مرتين قبل زواجها الثالث ولم تنجب سوى بنات من زوجيها السابقين فلما تزوجها الثالث عيره أهله بأنه تزوج أم البنات؛ فكانت المفاجأة بأن ولدت ثلاثة توائم وهو أمر خارق للعادة في ذلك الزمان. مكان غير متوقع في حياة البادية القاسية فقد تمر المرأة بفترة الحمل وهي لا تشعر به إلاّ بعد أن تتقدم في شهوره، وقد يبلغ الحمل أشهره الأخيرة وهي تؤدي الأعمال الشاقة التي تتطلب الجهد كالاحتطاب وجلب الماء من الموارد وحلب الماشية، إضافة إلى خدمة الزوج والأولاد، ولا تكاد تترك المرأة في البادية لنفسها راحة رغم حملها؛ لأن الحياة قاسية وتستلزم العمل الشاق الدؤوب، وعندما تفاجئها آلام المخاض فقد تواجه مصير الولادة لوحدها في البرية وهي ترعى الماشية أو تحتطب فتتولى هي بنفسها عملية الولادة فتعاني من الآلام مالله به عليم، وتتقي بظل شجرة وتضع مولودها وتقطع الحبل السري وتستريح قليلاً ثم تتحامل على نفسها وتسير إلى بيتها ومعها ضيف جديد يسر به أهل البيت جميعاً، وخصوصاً الاخوة الصغار، وبعد راحة يوم أو يومين تعود المرأة الى أعمالها فهي لا تعرف فترة النفاس التي تكون أربعين يوماً، بل تستمر في عملها وان كان يقل بسبب رعاية الطفل الرضيع. بشارة «الداية» يقابلها مبلغ وقدره من الأب.. و«فزعة الجارة» لا تُنسى في أصعب الظروف فزعة الجارة قد يفاجئ المرأة ألم المخاض وهي لوحدها في البيت أو أن يكون من في البيت نيام في آخر الليل؛ فتخرج إلى أقرب جارة لتستدعيها لمساعدتها، ومن ذلك قصة تلك المرأة التي فاجأها الطلق فجراً فاستجمعت قواها وذهبت إلى جارتها تحث المسير وهي تشعر بأن جنينها سوف يقع منها فتعود سريعاً إلى بيتها تساندها جارتها التي تعينها على الوضع، وعند صلاة الفجر يفاجأ الزوج بصرخات طفله بعد أن ولدت زوجته ويشعر بمدى صلابة زوجته وقوة عزيمتها وحنكة تصرفها، فيبارك لها بالمولود ويشكر الجارة على صنيعها الطيّب، أما الأولاد فكم تكون فرحتهم بقدوم هذا الضيف الذي لا يعلمون كيف أتى لصغر سنهم ولكن السعادة تغمرهم بقدومه المفرح. حوض السيارة للولادة أماكن كثيرة وغالباً ما تكون في البيوت حين تفاجئ المرأة آلام المخاض قديماً، ومع تطور الزمن وانتشار المستشفيات صار الناس يذهبون بزوجاتهم الى المستشفيات على وجه السرعة؛ إذا ما أحست المرأة بآلام الوضع والولادة، وفي مواقف كثيرة محرجة يتأخر الذهاب بالمرأة التي قاربت على الوضع الى المستشفى أو يكون المستشفى بعيداً عن البيت الذي يقع في القرية بمبانيها الطينية قديماً، وقد تكون المرأة تركب في صندوق السيارة التي تهزها وتعجل من تسارع الطلق، فالمرأة تصيح من ألم المطبات والزوج يحسب أنها تتألم من شدة المخاض وتحصل المفاجأة بأن تضع المرأة مولودها في صندوق السيارة وستكون المرأة محظوظة اذا كان يرافقها أحد النساء كأمها أو أختها، حيث ستتولى اتمام عملية الولادة وكثيراً ما يتم العودة الى البيت والاستغناء عن خدمات المستشفى في التوليد؛ إذ لا حاجة إلى ذلك بعد أن تلد المرأة في نظر الكثيرين، أما ان كانت المرأة بمفردها مع زوجها فستكون هذه اللحظات عصيبة جداً وربما تكون موقف لا يُنسى، حيث يرتبك الزوج ولا يعرف كيف يتصرف وهو يرى المولود قد خرج وهو يدوي بصياحه فلا يكون أمامه إلاّ الاسراع في المسير الى المستشفى لإتمام عملية الولادة. «أم البنات» ولدت ثلاثة توائم ذكور.. وشهادة ميلاد «الرويضة» محل استغراب الأبناء كباراً مستشفى.. وشهادة ميلاد وبعد أن انتشرت المستشفيات في بلادنا وصارت السبيل الوحيد للولادة الآمنة التي تتطلب العديد من المراجعات للاطمئنان على الأم وجنينها؛ فقد باتت الولادة في البيوت ماضياً في طي النسيان يكاد يندثر، وصار المستشفى مكان الغالبية العظمى من الناس للولادة. وعند الولادة يمنح المستشفى والد المولود شهادة ميلاد ليراجع الأحوال المدنية لإضافة مولوده، وبطبيعة الحال يكون البلد الذي فيه المستشفى هو مكان الولادة بناءً على شهادة الميلاد التي يمنحها المستشفى، لكن البعض من الناس لا يعترف بشهادة الميلاد ولا يريد تسجيل مولوده في المدينة التي ولد في مستشفاها، بل يريد أن يكتب مكان ميلاده في القرية أو البلدة التي يعيش فيها أصلاً، فيستخرج شهادة من عمدة بلده تفيد بأن ابنه ولد في منزله ببلدته، ويشهد على ذلك عدد من الناس في الغالب يكونون من قرابته ويسجل اسم مكان ولادة مولوده في بلدته، وذلك رغبة في تسجيل اسم بلدته مكاناً للميلاد حباً فيها. قصص طريفة سأل موظف الأحوال الرجل المسن أين ولد ابنك في المستشفى؟.. فيرد بالنفي، فيقول أين ولد إذن؟؛ فيجيب في (الرويضة)، وهو يقصد مزرعة بالقرية التي يعيش فيها، فيسجل الموظف مكان الميلاد (الرويضة)، وهي بلد معروف بمنطقة الرياض، ويشاركه في مكان الميلاد هذا عدد من اخوته وأخواته، وبعد أن كبر الابناء والبنات اكتشفوا أن مكان ميلادهم مسجل في غير المكان الذي ولدوا فيه فهم لم يروا ذلك البلد البته، ولكن اسم المزرعة التي ولدوا فيها كانت تسمى (الرويضة)؛ فظن الموظف بأنه يقصد البلد فهو لا يعرف بأن المقصود مزرعة. وآخر يجيب الموظف اذا سأله عن مكان ميلاد طفله بقوله في (البر) أو (المرعى)، أو في (خيمة في الصحراء)، أو في بادية بلدة كذا (أقرب بلدة للبادية)، وهكذا يُسجل مكان ميلاد كل شخص ليثبت في بطاقته التي تلازمه طول حياته. وحملت أماكن الميلاد طرائف عديدة منها شخص ولد في منتصف الطريق بيت مدينتين فتم تسجيل مكان الميلاد بكتابة اسم كلا المدينتين في أوراقه الثبوتية، رغم أن المسافة بينهما تتجاوز الثلاثين كيلو متراً. ومن المواقف الطريفة أيضاً هي الأسئلة التي تصادفنا في حياتنا لا نجد لها جواباً رغم كثرة التفكير، ومن أهمها سؤال محيّر قد يتبادر الى ذهن كل طفل فلا يتردد في طرحه على والديه وخصوصاً الأم أولاً، مما يجعل الأم تقع في حرج وموقف لا تحسد عليه فكيف تجيب عنه وتفهمه لطفل صغير لم يبلغ الحلم بعد، وهذا السؤال هو (كيف ولدتيني ياأمي .. أو كيف ولدتي أخي الصغير)، وبعد الحاح هذا الطفل عليها لا تجد مفراً ولا مهرباً من هذا السؤال إلاّ بتوجيه السؤال إلى الأب الذي قد يتصبب جبينه عرقاً والأم تضحك وتطلب منه أن يجيب.. فيتم الإجابة (إذا كبرت تعرف)، مع تمويه يطفي لهيب شوق الطفل الى المعرفة ويجعله يسكت عن الالحاح حتى يبلغ ويعرف ذلك بنفسه!. غرفة نفاس المولود قديماً طفلة تحضر قدراً من بيت الجيران قبل أن تملأه الداية بالماء المغلي لتطهير مكان الولادة شهادة الميلاد، والتطعيم، وسجل صحة الطفل قبل حوال أربعة عقود من الزمن واجهة مستشفى الخبر للتوليد في منتصف السبعينيات ميلادية يستقبل حالة طارئة