بوحي مما تضمنه الحديث النبوي الشريف «اذكروا محاسن موتاكم» وضع الصديق الحبيب الأستاذ حمد بن عبدالله القاضي كتابه: غاب تحت الثرى أحباء قلبي والكتاب يقع في 220 صفحة نثر فيها الأستاذ حمد تاريخ ومرويات نحو 130 من أحبائه ومن المسؤولين والمؤرخين والمعلمين والكتاب الذين ورثوا التقدير والمحبة لهم من غير حين -كما قال الدكتور غازي القصيبي- في قصيدة له: وإذا انتهى أحدٌ ترحمنا عليه وبنظرة جفت الحنين بها منحناه التراب وفي مقدمة الكتاب يقول الأستاذ حمد: نبكي على الدنيا وما من مَعشرٍ جَمَعَتْهُمُ الدُّنيا فَلَمْ يتَفَرَقُوا خُرسٌ إذا نُودوا كأنْ لم يَعْلَمُوا أنَّ الكلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلقُ ولما كان الصحفي يحن إلى زميله فقد جاءت مسيرة الراحل تركي السديري من بين الأوائل بعنوان: الراحل تركي السديري لعمرك ما وارى التراب مآثره وعنه يقول المؤلف: «يقول المفكر الراحل د. مصطفى محمود رحمه الله: ليس هناك أغرب من الموت، يجعل الشيء لا شيء». وقد صدق الموت يغيب البشر عالمهم وجاهلهم، كبيرهم وصغيرهم، وينزع من يملؤون الدنيا عطاء وصوتا وحضورا. هذا الشعور خالجني عندما رحل الأستاذ الكبير تركي بن عبدالله السديري إلى جوار ربه، بكل ما له من حضور وعطاء وفكر وحرف، لكن العزاء أن الموت قطار كلنا ننتظر مروره بالمحطة، وسنلحق به عندما تحين لحظة فراقنا عن الدنيا. وعن أسلوب الأستاذ السديري الكتابي يقول: لم يكن يكتب مقالاته بزاويته الشهيرة «لقاء» بأسلوب نمطي بل كان يكتب بأسلوب فني إبداعي -رحمه الله- حتى بالسياسة، وقد قلت عنه أيام وفاته بلقاء تلفزيوني إنه أدب السياسة، فضلاً عن ذلك له عطاءاته كأديب بالقصة القصيرة والكتابات التأملية، وبمقاله «الخميسي» رحمه الله. وتضمن الكتاب رثاء لبعض الوزراء مثل الأستاذ عبدالوهاب عبدالواسع، والأستاذ عبدالعزيز الخويطر، والأستاذ إبراهيم العنقري -رحمهم الله-. كما يضم رثاء للشيخ عبدالله الخليفي، والشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ محمد الغزالي -رحمهم الله جميعاً-. السطر الأخير: عمدة الدين عندنا كلمات أربع من قول خير البريِّهْ اترك الشبهات وازهد ودع ما ليس يعنيك واعملنّ بنيهْ