حرصت الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ 1945 أي قبل 73 عاماً على توثيق علاقتها بالمملكة العربية السعودية، إثر تدفق النفط في الأراضي السعودية وقتذاك، فبعث الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت برسالة للملك عبدالعزيز يبدي فيها رغبته في لقائه، وبعد موافقة المؤسس، حدث اللقاء على متن السفينة (يو إس إس كوينسي) في البحيرات المرة الكبرى شمالي مدينة السويس المصرية. وتمكنا من وضع اللبنات الأولى لعلاقات سعودية - أمريكية قوية، حرص بعدها الرئيس روزفلت على إبلاغ الكونغرس بأهمية اللقاء، وقال عنه: اجتمعت مع الملك عبدالعزيز لساعات قليلة فتعرفت على أوضاع السعودية وما يهمها وما يهم شعبها، أكثر مما كنت سأعرفه لو أرسلنا عشرات المبعوثين الحكوميين. ولأن التاريخ يعيد نفسه، ها هو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بعد أكثر من 7 عقود، يضع أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ما يهم السعودية وشعبها، قارئاً المشهد الحالي جيداً، معيداً تأهيل العلاقات، بظروف تناسب القرن ال21، وتتماهى مع معطيات المرحلة، التي فرضتها العولمة والتقدم التكنولوجي والاقتصاد المبني على المعرفة، وتغير مفاهيم التجارة، ولغة السوق. ومثلما كان النفط محوراً أساسياً في العلاقة بين الجانبين سابقاً، تحضر التكنولوجيا بكل أبعادها وتأثيراتها، كمحور مهم في العلاقة الحالية، إذ تبدلت الحياة، لتتحول إلى مصانع وعلامات تكنولوجية رقمية تدار في وادي السيليكون في كاليفورنيا. وهو ما يبرر حرص ولي العهد على زيارة شركتي «أبل» و«غوغل» في الوادي الشهير، خلال زيارته الحالية لواشنطن، بغية تعزيز الاستثمارات في مجالات التكنولوجيا وقطاع الاقتصاد الرقمي، وفتح المجال أمام الشركات العالمية لدخول السوق السعودية، كثمرة لما وقعه من مذكرات تفاهم في 2016 مع «مايكروسوف»، و«سيسكو سيتسمز»، بهدف تدريب وتأهيل الكفاءات السعودية، ودعم التحول الرقمي والابتكار القائم على المعرفة.