شغلت قضية ريادة الشعر الحر حيزا كبيرا من اهتمام الدارسين والباحثين، واختلفت الآراء حول الرائد الأول لهذا الأسلوب في الشعر العربي، وكانت نازك الملائكة وبدر شاكر السياب الأوفر حظا في الإعلام العربي، مع ورود اسم الشاعر المصري - يمني الأصل- على أحمد باكثير في بعض الأطروحات. لكن الحقيقة الغائبة هي أن الشاعر السعودي محمد حسن عواد، سبق باكثير والسياب ونازك الملائكة، إذ نشر العواد أول نص حر في صحيفة القبلة (العدد 515- الصادر سنة 1340ه/ الموافق سنة 1921م) بعنوان «تحت أفياء اللواء»، وأثبت تلك الحقيقة الدكتور محمد الصفراني الذي يملك عدد الصحيفة التي نشر بها العواد نصه. فيما يقول بدر شاكر السياب في مقدمة ديوانه «أساطير»، إن أول تجربة له في كتابة «الشعر الحر»، كانت في قصيدة «هل كان حيا» من ديوان «أزهار ذابلة»، وتقول نازك الملائكة في كتابها «قضايا الشعر المعاصر»: «إن بداية حركة الشعر الحر في العراق 1947، وكانت أول قصيدة حرة الوزن تنشر هي قصيدتي «الكوليرا» وقد نشرت في بيروت، ووصلت نسخها إلى بغداد في أول ديسمبر 1947، وفي النصف الثاني من الشهر نفسه صدر في بغداد ديوان بدر شاكر السياب «أزهار ذابلة» وفيه قصيدة حرة الوزن. والعواد هو أديب ومفكر من طلائع النهضة الفكرية، ولد في مدينة جدة، 1902م، وتوفي عام 1980، وكان مدرسا في مدرسة الفلاح، وساهم في تحرير مجلة «النداء الإسلامي» التي صدرت في مكةالمكرمة عام 1326ه وتولى إدارة صحيفة «صوت الحجاز» عام 1357ه وأدار تحرير جريدة البلاد السعودية، كما عين مديرا عاما لمؤسسة الطباعة والصحافة والنشر بجدة وشارك في تأسيس مؤسسة «عكاظ» للصحافة والنشر بجدة.