تتميز محمية عروق بني معارض بمنطقة نجران، التي تمتد على مساحة تقدر ب 11,980 كيلو مترًا مربعًا في الحافة الجنوبية لصحراء الربع الخالي، ويبلغ محيطها حوالي 480 كيلو مترًا، بمجموعة من النظم البيئية الصحراوية المتمثلة في البيئات الرملية والهضاب الجيرية وتتخللها بعض الأودية التي تنتشر بها النباتات الحولية وشبة الحولية والمعمرة مما أضفى عليها طبيعة خلابة. وفي جولة ل «واس» داخل محمية عروق بني معارض التي تضم عددا من الحيوانات الفطرية الهامة وتعد آخر المواطن التي شُوهد فيها المها العربي قبيل انقراضه عام 1970م، وتمثل بيئة مهمة للقطط، والثعالب الرملية، كما سجل بها العديد من أنواع الثدييات البرية الأخرى كالثعالب الحمراء، والأرانب البرية، والقنافذ الأثيوبية، وأنواع متعددة من الجرابيع الصحراوية والزواحف، إضافة إلى تسجيل 104 أنواع من الطيور، ورصد تكاثر مجموعات مهمة من نسر الأذون المهدد بالانقراض عالمياً، ومشاهدة لطيور الحباري الآسيوية المهاجرة في الربيع، وتعد من ضمن نطاق توزيع طيور النعام العربي المنقرض الذي تنتشر قشور بيضها بالمحمية، وجزء هام من نطاق انتشار حيوانات المها العربي، وظباء الريم، والإدمي في المملكة. وأوضح نائب رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الدكتور هاني تطواني، أن الهيئة تسعى لإعادة توطين حيوانات المها العربي والظباء والريم في المحمية منذ عام 1995م، حيث يبلغ تعداد المها العربي بالمحمية ما بين 75 إلى 100 رأس، حسب آخر التقارير الإحصائية للهيئة، فيما بلغ تعداد الريم ما بين 400 إلى 600 رأس، وتراوحت أعداد الظباء الإدمي ما بين 100 إلى 131 بالمحمية. وأشار إلى مواصلة الهيئة برامج إطلاق الحيوانات الفطرية المهددة بالانقراض بمحمية عروق بني معارض بنجران منذ تأسيسها حيث بلغت المجموعات التي تم إطلاقها من المها العربي بالمحمية 15 مجموعة لتصل أعداد حيوانات المها العربي المعاد توطينها إلى 236 رأسًا، كما أطلقت ثلاثة برامج لإعادة توطين حيوانات ظباء الريم لتصل إلى 165 رأسًا بالمحمية، إضافة إلى إعادة توطين 60 رأساً من حيوانات ظباء الإدمي من خلال مجموعتين أطلقتها الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية بالمحمية. وأكد حرص الهيئة على المحافظة على النظم البيئية والتنوع الأحيائي في عروق بني معارض بالربع الخالي لإعادة توطين أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، والتعاون مع المجتمعات المحلية للحفاظ على الموارد الطبيعية بها للاستفادة منها بطرق مستدامة، وإتاحة الفرص الوظيفية لبعض أبناء المنطقة، وتفعيل البرامج السياحية الصديقة للبيئة، وفرص البحث العلمي في مجال الحياة الفطرية والاسهام في برامج التربية والتوعية البيئية، إلى جانب عملها على تقسيم نطاقات الحماية بالمحمية إلى ثلاثة نطاقات نطاق حماية تتمتع بطبيعة خاصة «منطقة محظورة» وتقدر مساحتها ب 2485 كيلو مترًا مربعًا، و نطاق موارد مستغلة لتنظيم الرعي تقدر ب 4900 كيلو متر مربع، فيما نطاق الحماية الخارجي يبلغ 4540 كيلو متر مربع، إضافة إلى توفير مراكز حماية وموظفين متخصصين وأفراد لقوة الحماية والمحافظة على الحياة الفطرية بالمحمية. وأشار إلى أن الهيئة السعودية للحياة الفطرية بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تعملان على الاستفادة من البعد التاريخي للمحمية نظير وجود قرية الفاو التاريخية ملاصقاً لها من الشمال الغربي، وتواجد العديد من المواقع الأثرية التي تعود للعصور الحجرية بداخلها، إضافة إلى وصفها مكاناً واعداً للتعليم البيئي والتخييم البري المنظم خلال فصلي الشتاء والربيع للجذب السياحي من خلال إنشاء مخيمات بيئية مكونة من 20 وحدة تنقسم إلى 18 وحدة صغيرة (وحدتين كبيرة، ومطعم، وخيمة استقبال) سيتم تشغيلها خلال العام الجاري من خلال شركة سياحية متخصصه في السياحة البيئية. يذكر أن أمير منطقة نجران الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد،، أطلق أخيراً، أضخم مشروع لإعادة توطين الحياة الفطرية، بمحمية عروق بني معارض، من خلال إطلاق مجموعات من المها العربي، وظبي الريم، وظبي الإدمي، والحبارى، وطائر النعام، تمثّل أولى مراحل المشروع الأضخم لإعادة توطين الأحياء الفطرية، منذ تأسيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، قبل أكثر من 30 عامًا.