أثارت الجلسة الحوارية التي عقدتها لجنة إبداع في نادي أبها الأدبي عن شعر «الهايكو»، الاختلاف حول هويّة هذا الفن وطبيعته،إذ تحدث الشاعر «عبدالله الأسمري» عن الهايكو وأنه جنس أدبي قادم إلى الساحة العربية بعد انتشاره في اليابان مع مطلع القرن ال (17) الميلادي وعرّفه بأنه قصيدة قصيرة تمثل لحظة تنوير، تحضر فيها الطبيعة والمشاهدات البصرية بحسب تماهي الشاعر معها، وأضاف أنّ هذا الفنّ تمّ توطينه والتأصيل له عربياً عن طريق الترجمة وله روابط أدبية منتشرة في كلّ أنحاء العالم العربي؛ إذ يضم أكبر تجمع عربي لهذا الفن (15) ألف عضو وهناك روابط له في بلدان عربية كثيرة آخرها السودان التي تضم (600) عضو. وأكد «الأسمري» أنّ شعبيّة هذا الفنّ في العالم العربي تدل عليها استضافة المغرب للمؤتمر ال ( 12) للهايكو العربي، كما طمأن المتخوفين من قصيدة الهايكو بأنها ليست مؤامرة على ثقافتنا العربية؛ لأن الأذواق والثقافات تتغير بحسب البيئات، والجمال يفرض نفسه، كما أنّ ثورة التواصل الاجتماعي جعلت الهايكو متنفساً وسيكون جنساً أدبياً يصنف ضمن الأجناس الأدبية العربية. واعترف بأنّ كثيرين من العرب يسمعون عنه لكنهم لا يعرفون عنه شيئاً بينما في الغرب انتشر بواسطة القراءة والترجمة والأبحاث. وفي المداخلات التي أدارها القاص «يحيى العلكمي» اعترف الدكتور «محمد العدوي» بأنه فنّ جديد علينا، فيما تساءل «مرعي عسيري» عن الاعتراف بهذا الشعر وتقبّل الأجيال له. كما تساءلت «كفى عسيري» عن إمكانية خضوع هذا الشعر للنقد المتعارف عليه، فيما وصفه «محمد المدراج» بأنه فن يصور لنا على أنه لوحة تشكيلية بدون قيود وبسيط وسهل في القراءة والوصف، كما تساءل الشاعر «أحمد آل مانع» عن مدى تقيد هذا الفنّ بوزن أم لا ؟ وأضاف أنّ الأدب العربي فيه نماذج مماثلة لهذا الفنّ. وتساءل «يزيد آل مانع» عن إمكانية كتابة هذا اللون من كلّ شخص، فيما قطع القاص «ظافر الجبيري» بأنّ محاولة استزراع هذا الفن في البيئة العربية ستواجه صعوبة؛ لأنّ العرب لم يترجموا الشعر اليوناني في العصرين الأموي والعباسي خوفاً على الثقافة العربية، كما أنّ في الشعر العربي ما يغني عن هذا الفن وكل شخص لدينا يستطيع كتابته. أما الدكتور «أحمد آل مريع» فقد أكد على أنّ فكرة النص الياباني قامت على العقيدة البوذية لذلك كانت فكرة إنشاء هذه النصوص تقوم على البساطة والحضور في كل شيء والتعبير عنها بشكل بسيط مع ترك المشاعر بعيداً.