«الحملة ضد الفساد كانت مثالاً على العلاج بالصدمة الذي تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستشري، التعامل مع ملف الفساد مِثْل أن يكون لديك جسدٌ مصاب بالسرطان في كل أعضائه، سرطان الفساد، عليك استخدام العلاج الكيماوي، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم، إن المملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون وضع حدٍ لهذا النهب».. بهذه الكلمات العميقة المضامين، وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان طبيعة تعامل السعودية مع ملف الفساد والفاسدين، الذين اعتدوا على المال العام دون وازع من دين أو ضمير أو أخلاق أو وطنية، مستغلين نفوذهم والسلطة التي اؤتمنوا عليها في التطاول على المال العام وإساءة استخدامه. الأمير محمد بن سلمان في إطلالة إعلامية جديدة في حوار مع الكاتب الأمريكي ديفيد أغناتيوس بصحيفة «واشنطن بوست»، وضع النقاط على الحروف وأرسل رسالة واضحة وشفافة مفادها أن الإصلاحات ماضية بثقة، فضلا عن الدفع بجدول أعمال بنود الرؤية 2030 للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. الحوار في توقيته ومضامينه، كان موضع نقاش الكثير من المراقبين في العواصم الدولية والعربية، فضلا عن اهتمام جميع الشرائح السعودية بالأطروحات التي اشتمل عليها. الموجة الجديدة من الإصلاحات تعتبر جزءا من العلاج ب«الصدمة» الذي يُعد ضرورياً لتطوير الحياة الثقافية والسياسية في المملكة، هكذا يعد الأمير الذي حظي بدعم الشابات والشبان، خريطة الطريق لنقل السعودية المتجددة إلى آفاق عالمية خالية من الفساد والإرهاب وماضية في الإصلاح والتحديث والتطوير. ورفض الأمير محمد بن سلمان ما يتم تناوله من مخاوف تعتري بعض المؤيدين في الولاياتالمتحدة بشأن خوضه صراعات على جبهات كثيرة جداً، قائلاً إن اتساع وتيرة التغيير وسرعتها يُعتبران ضروريين للنجاح. وهنا تكمن الثقة في القرارات التي يتخذها ولي العهد بضرورة أن تكون وتيرة التغيير متسارعة لحرق المراحل وتحقيق الإنجاز. وفي شأن الأوامر الملكية التي صدرت أخيرا، رأى الأمير محمد بن سلمان أنها جهود لتوظيف الأشخاص أصحاب «الطاقة العالية» الذين يستطيعون تحقيق أهداف العصرنة، وهو ما يعني أن السعودية المتجددة تخطط للمستقبل وتدفع بقوة شابة في مواقع المسؤولية. ولم تغب الأوامر الملكية بتعيين قيادات عسكرية جديدة عن الحوار، إذ أشار ولي العهد إلى أنه تم التخطيط لذلك منذ عدة سنوات من أجل الحصول على نتائج أفضل للإنفاق السعودي على وزارة الدفاع.